للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تحدث الطلاب خلال الندوة الإفتراضية عن العنصرية وكيفية مكافحتها بصورة فعّالة.
استضافت الندوة التي نظمتها "رابطة الطلاب السود" بجامعة جورجتاون في قطر ثلاثة طلاب تحدثوا عن طرق فهم حركة "حياة السود مهمة" والإخلاص لمبادئها
حتى نكون حقًا مخلصين في دعمنا لقضية "حياة السود مهمة"، على الأفراد في جميع أنحاء العالم ألا يكتفوا بالإتفاق على مبادئها فحسب، بل أن يتفهموا كذلك مشاعر الغضب التي يمر بها أصحاب البشرة الداكنة وأن يكون لهم دورًا فعالاً في إحداث تغيير حقيقي حيال تلك القضية. وقد تم مناقشة ذلك في ندوة افتراضية عقدتها رابطة الطلاب السود بمؤسسة قطر.
من المهم ألا نتصرف بعنصرية، ولكن من المهم أيضًا أن نحارب العنصرية، وهو ما يعني أنه يتوجب علينا إدانة العنصرية بصورة مستمرة وفعّالة في مجتمعاتنا
قامت رابطة الطلاب السود بجامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، بتنظيم ندوة افتراضية بعنوان "طفح الكيل: حياة السود مهمة" تناولت الحديث عن تجربة أصحاب البشرة الداكنة، وقد تحدث خلالها ثلاثة من طلاب الرابطة حول تلك القضية.
قالت كاميلا إدريس، إحدى ضيوف الندوة: "إن حل تلك القضية لا يمكن أن يتأتّي بفعل منفرد، مثل التعاطف. فالتعاطف هو مجرد بداية ولكنه غير كافِ. فتصور ما يعنيه أن تكون فردًا ذو بشرة داكنة هو تصوّر وشعور مؤقت، لأنه من السهل أن يعود المرء لحياته الطبيعية دون أن يتأثر بتلك القضية بشكل مباشر".
في جميع أنحاء العالم ، قامت احتجاجات ضد العنصرية في أعقاب وفاة جورج فلويد.
أضافت: "من المهم ألا نتصرف بعنصرية، ولكن من المهم أيضًا أن نحارب العنصرية، وهو ما يعني أنه يتوجب علينا إدانة العنصرية بصورة مستمرة وفعّالة في مجتمعاتنا".
من جانبها، ناقشت إيمان إسماعيل، وهي ضيفة أخرى في الندوة، مفهوم "النضال السطحي"، والذي يتمحور حول الدفاع عن قضية ما بصورة سطحية لتحقيق أهداف شخصية وإجتماعية دون إحداث تغيير فعلي على أرض الواقع.
ووفقًا لحديثها، فإن تمرير القوانين التي أقرت بإلغاء العبودية في الماضي إلى معتقدات العصر الحديث بأن الأشخاص ذوي البشرة الداكنة قد مُنحوا جميع حقوقهم هي أحد أمثلة النضال السطحي، وذلك لأنه وفقًا لقولها، لم يُنه أبدًا المعاناة والظلم اللذين يواجههما الأفراد في مجتمعات ذوي البشرة الداكنة.
وأضافت: "إن النضال السطحي قد أدى إلى سرعة تلاشي حركة حياة السود مهمة في الماضي، وذلك هو السبب في أننا بعد مرور كل تلك العقود ما زلنا نرى مدى الظلم الإجتماعي الذي تتعرض له تلك الفئة. فإن هذا النوع من الأفعال والمواقف السطحية غالبًا ما يُضفي ذات السطحية على حركة حياة السود مهمة، وهو ما يفسر أسباب مشاعر الغضب لدى الأفراد من أصحاب البشرة الداكنة".
إن النضال السطحي قد أدى إلى سرعة تلاشي حركة حياة السود مهمة في الماضي، وذلك هو السبب في أننا بعد مرور كل تلك العقود ما زلنا نرى مدى الظلم الإجتماعي الذي تتعرض له تلك الفئة
عزت المناقشات خلال الندوة مشاعر الغضب والإحباط التي ظهرت من خلال مسيرات "حياة السود مهمة" إلى التمييز العنصري المتواصل والمتجذر رغم مرور أعوام من الإحتجاجات ضد مثل هذا الظلم.
وأضافت: "قبل أن تحكموا على مشاعر الغضب لدى الأفراد والنشطاء ذوي البشرة الداكنة، ينبغي أن تثقفوا أنفسكم أولًا حول أسباب هذا الغضب. حاولوا أن تتفهموا لماذا قد تبدو حركة حياة السود مهمة نابعة من مشاعر الحنق، بينما في حقيقة الأمر هي نابعة من رؤية صادقة وواقعية، ومن أصوات يائسة تنادي بالعدالة".
تحدثت الضيفة هبة محمد نور عن فهم مشاعر الغضب لدى الأفراد ذوي البشرة الداكنة في سياق البيئة الإجتماعية الحالية، ليس فقط في الولايات المتحدة الأميركية ولكن أيضًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث قد يتخذ التحيز العنصري أشكالًا مختلفة.
كذلك تحدثت عن دور اللغة والثقافة المجتمعية في الترويج للعنصرية، مثل استخدام مصطلح العبيد واقترانه اجتماعيًا بلون البشرة، وضرورة تجنب طرق معينة للإشارة إلى ذوي البشرة الداكنة.
دعت الندوة الإفتراضية التي نظمتها جمعية الطلاب السود في جامعة جورجتاون في قطر إلى أهمية مشاركة الجميع بصورة فعّالة من أجل إحداث تغيير حقيقي.
كما أوضحت أن التثقيف هو الأداة الأفضل لتعزيز فهم المجتمعات في معنى حركة "حياة السود مهمة" والأسباب الكامنة وراء تبلور هذه الصورة العالمية الآن. حيث قالت: "في الأساس، عليك أن تثقف نفسك حول كل تلك الجوانب، فإن التعليم أوالتثقيف هي عملية مستمرة مدى الحياة وليست أمرًا قد نفعله مرة واحدة".
وختمت:"إنها مسألة تتعلق بمراجعة أنفسنا باستمرار والتحقق من إمكانية وجود تلك التحيزات بداخلنا، لأنها متأصلة في الأنظمة الإجتماعية العالمية لدرجة أنها أصبحت مُسلّم بها. من أجل البدء في الإصلاح، تحتاج إلى التحقق من نفسك ومن مجتمعك وطرح سؤال كيف يمكنني أن أغيّر من نفسي؟".