للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
عروض فنية تراثية حيّة نظمّتها أكاديمية قطر-الخور في إطار مبادرة "تكامل" وبمشاركة أوركسترا قطر الفلهارمونية
نظّمت أكاديمية قطر- الخور، التابعة المنضوية تحت مظلة ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي، وحضور بثينة النعيمي رئيس التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، ومشاركة أكثر من 15 مدرسة في منطقة شمال قطر، وممثلين عن عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة، مهرجان "البحري الأول - مدن الشمال"، وذلك في إطار مبادرة "تكامل" التي تتبنى فكرتها أكاديمية قطر- الخور، وتهدف إلى بناء الشراكة والتوأمة مع مدارس مدن الشمال في مجالات عدّة تتجاوز حدود التعليم.
استحضر مهرجان "البحري الأول-مدن الشمال" التراث البحري بشتى صوره وذلك من خلال عروض فنية حيّة والعديد من الفعاليات المصاحبة من أبرزها أوبريت "السردال" الذي قدّمته أوركسترا قطر الفلهارمونية، عضو مؤسسة قطر، بمشاركة نحو 25 عازفًا، و"غيص قطر" من تقديم حمد جمعة السليطي، رئيس قسم السفن الخشبية بالمكتب الهندسي الخاص، فضلًا عن الأنشطة التراثية المميزة التي ترتبط بشكل وثيق مع البيئة البحرية، بالإضافة إلى نماذج حيّة عن البيت القطري القديم، وما يكتنزه من عادات وتقاليد، والأزياء التراثية والمأكولات الشعبية، ولوحات فنية من إبداع الطلاب، وبمشاركة وزارة الثقافة والرياضة ، ومركز قدرات للتنمية، ومركز الحماية والتأهيل الاجتماعي (أمان)، وغيرها من الجهات.
تعليقًا على هذا المهرجان، قالت عائشة المقبالي مديرة أكاديمية قطر - الخور:" نبعت فكرة تكامل من الشراكة المجتمعية بين المدارس الحكومية والأكاديمية والمؤسسات في منطقة الشمال، وذلك نتيجة للمفهوم الذي يعتبر أن هناك حاجزًا بين أكاديمية قطر- الخور كأكاديمية خاصة تابعة لمؤسسة قطر وبين المدارس الحكومية في المنطقة، ومساعينا في هذا الإطار على إزالة هذا النوع من الحواجز. وتأتي هذه المبادرة لتعزيز أواصر التعاون بين مدارس الشمال من خلال المشاركة في فعاليات عديدة ومتنوعة".
تأتي هذه المبادرة لتعزيز أواصر التعاون بين مدارس الشمال من خلال المشاركة في فعاليات عديدة ومتنوعة
وأضافت المقبالي: "لقد طرحنا فكرة مبادرة تكامل على قيادات المدارس في منطقة الشمال، ومن خلال جهود حثيثة وطويلة الأمد، وبدعم من مؤسسة قطر ووزارة التعليم والتعليم العالي، بحثنا معًا في كيفية تذليل العقبات والحواجز لخدمة تعليم أبناء المنطقة في مختلف المجالات التربوية والمجتمعية والثقافية. وبدأنا في تنفيذ مبادرة تكامل بمسابقة دينية قمنا بتنظيمها في بداية الأمر، ومن ثم يأتي اليوم المهرجان البحري كأضخم فعالية ضمن هذه المبادرة، ويهدف إلى ترسيخ الهوية القطرية التراثية ولا سيّما في مدن الشمال التي تترسخ فيها ميزة التراث البحري، والتاريخ البحري، بما يحقق المشاركة المجتمعية التي نحرص في مؤسسة قطر على تعزيزها، إلى جانب الحفاظ على التراث وإحيائه بما يواكب الحداثة".
وختمت عائشة المقبالي:" في كلّ بيت من بيوت أطفال الشمال هناك من يتغنّى بالتراث البحري، ولهذا، لمسنا الإقبال الكبير على المشاركة في هذا المهرجان من الطلاب الذي التمسوا أن هناك عطش لهذا التراث، وعندما طرحنا الفكرة وجدنا إقبالاً كبيرًا من الطلاب على المشاركة للتعبير عن ذاتهم وعن الموروث القطري الذي نسعى إلى نقله كأمانة في أعناقنا إلى الأجيال المقبلة".
أوركسترا قطر الفلهارمونية من خلال أوبريت "السردال"، عرضًا دراميًا موسيقيًا رائعًا، أبحر بالحاضرين إلى علوم الغوص وجسّد لهم حكاية الإنسان القطري مع البحر، ومنحهم صورة متكاملة عن الحياة القطرية والخليجية قديمًا.
من المهم جدًا لنا المشاركة في هذا النوع من المهرجانات الهادفة بشكلها التراثي الموسيقي، والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث القطري الذي نحرص نقله إلى الأجيال القادمة
وقام الفنان القطري ناصر سهيم، نائب المدير التنفيذي لأوركسترا قطر الفلهارمونية، خلال "السردال" بتقديم أداء موسيقي امتزج بين دفء الحنين إلى الماضي، ومشاعر الفخر بالحاضر، والتطلع إلى المستقبل. إذ نقل المشاركين على أنغام الأوركسترا والأبيات الشعرية الشعبية، إلى حياة الأجداد، وما رافقها من شجن، ودموع، ودعوات، وتحدٍ، وصبرٍ على الأهوال والمعاناة، وذلك خلال انطلاقهم قديًما للبحث عن اللؤلؤ في المغاصات البعيدة، ضمن رحلٍة نحو المجهول.
وقال ناصر سهيم:" من المهم جدًا لنا المشاركة في هذا النوع من المهرجانات الهادفة بشكلها التراثي الموسيقي، والتي تهدف إلى الحفاظ على التراث القطري الذي نحرص نقله إلى الأجيال القادمة. أطفالنا لهم حقّ علينا بتوريثهم إرث أجدادنا وآبائنا". وأضاف:" لقد عمدنا إلى استخدام الآلات الموسيقية الشعبية مع الآلات الحديثة، وقمنا بدمج ثقافتي الماضي والحاضر، لترسيخ الجانب الموسيقي التراثي في نفوس الطلاب، ومن أجل أن نُبيّن لهم أن الموسيقى عبارة عن جسر أكاديمي تعليمي وتوعوي بين الثقافات".
كذلك قدّم طلاب من أكاديمية قطر- الخور، إلى جانب عدد من طلاب مدارس مدن الشمال، لوحات فنيّة تراثية متنوعة، مستمدة من التراث البحري المحلي بشتى صوره، تخللت حوارًا شيقًا تمثيليًا بين طفل ووالده حول المصطلحات التراثية في الحياة البحرية القطرية، ومعانيها، والبيئة المستمدة منها. وقال عبدالرحمن محمد إبراهيم المهندي، طالب في أكاديمية قطر –الخور:" هذا المهرجان يحفز الطلاب على اكتشاف عاداتهم وتقاليدهم وتاريخهم الوطني، ولا سيما حقبة الغوص كحقبة زمنية قديمة، إذ من المهم توعية الطالب بهذه المرحلة كيّ نحثه على اكتشافها والبحث فيها، من خلال المراجع الأكاديمية والتراثية، بالإضافة إلى أهمية تعزيز وعينا كطلاب حول المصطلحات العامية الموروثة التي استخدمها أجدادنا، والتي نسعى إلى الحفاظ عليها من الاندثار لأننا لا نستخدمها بشكل يومي مثل (الطواش، النوخذة، الغيص)، ومن المهم لنا اكتنازها في أذهاننا لفهم معانيها وقيمتها التراثية".
تخلل المهرجان عروضًا تراثية قدّمها طلاب المدارس مستلهمين مضمونها من التراث البحري
هذا ولم يقتصر مهرجان "البحري الأول" على مشاركة الأطفال في تقديم العروض الحيّة، بل ازداد هذا المهرجان غنىً بمشاركة الوالدة عائشة السويدي من مركز قدرات للتنمية، التي تحدّثت أمام الحضور عن دور المرأة القطرية في مواجهة التحديات في الحقبة الزمنية التي تم الاعتماد فيها على معطيات البحر كمصدر وحيد للحياة. وقدّمت السويدي نبذة عن الدور اللافت والدعم الذي قدّمته المرأة القطرية في تلك الحقبة، من خلال حماية بيتها وأبنائها وقيمها وتقاليدها، والتمسك بالأمل والسعي للمضي قدمًا. وشاركت الوالدة عائشة السويدي تجربتها مع الطلاب والطالبات وقدّمت لهم النصائح للحفاظ على الشجاعة، والقوّة في مواجهة التحديات، والصبر، الذي كان يتحلّى به "أهل البحر".
بعد اختتام العروض الحيّة على المسرح، قدّم طلاب المرحلة الابتدائية من أكاديمية قطر- الخور، من خلال الركن المخصص لهم في المعرض المصاحب، رسوماتهم الفنيّة المستمدة من التراث البحري، ومشاريعهم التعليمية في مجال البيئة البحرية. وقالت الطالبة الجوهرة ناصر:" لقد تدربنا في المدرسة والمنزل مع الأسرة على الكلمات التراثية، وعلى الفرق بينها، ومعانيها. ونحن موجودين هنا اليوم، من أجل تقديم مساعدتنا في الحفاظ على بحرنا من التلوثّ وعلى تراثنا أيضًا".
بدوره قال الطالب سعود جمعة من أكاديمية قطر-الخور:" نريد أن نستكشف المزيد عن تراثنا وعن حياتنا البحرية، ونحن سعداء بالتواجد هنا ولقاء الطلاب من جميع المدارس في المنطقة".
وفي شرح عمّا تضمنه الركن المخصص للأكاديمية في المعرض، قالت شيخة محسن الشمري، معلّمة لغة عربية في أكاديمية قطر -الخور:" يتميز الركن المخصص للأكاديمية بالمزج بين التراث والحداثة، إذ ينعكس التراث بالأدوات البحرية القديمة وصور الرحلات البحرية القديمة، فيما تتجسد الحداثة في شاشة العرض الرقمية التي تُظهر مشاريع طلابنا التعليمية والتي تخدم البيئة القطرية".
وعن مشاركتها، قالت حصة المهندي، أخصائية تربية بدنية، مدرسة الخور النموذجية للبنين:" إن المشاركة في هذا المهرجان تتيح فرصة للطلاب للتعرّف على التراث القطري خصوصًا في منطقة الشمال التي تقع بجانب البحر، وإظهار ابداعاتهم الفنية والتراثية من خلال التفاعل والمشاركة في هذه الأنشطة. ونحن قمنا بتصميم هذا النموذج عن البيت القطري القديم الذي يعتمد في تفاصيله على التراث المستمد من البيئة البدوية والحضرية، إضافة إلى المبطخ القطري الذي لطالما اعتمد في الشمال على الثروة البحرية".