للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
خبير أُممي يلقي يوجه للشركات رسالة يؤكد فيها على أهمية الاستدامة لتحقيق النجاح
حذّر السيد أوفيس سرمد، نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن الشركات والكيانات التجارية التي تُدرك الحاجة إلى معالجة تغيّر المناخ تضع نفسها على طريق النجاح، في حين أن الكيانات التجارية والشركات التي تتغافل عن الاستدامة كحاجة ملحة ستجد نفسها في مأزق صعب.
وجّه السيد أوفيس سرمد رسالة دعا فيها إلى عدم التأخير في اتخاذ إجراءات لمكافحة الأزمة البيئية التي تواجه كوكب الأرض. كلامُ سرمد، جاء في محاضرةٍ مفتوحة للجمهور، عُقدت بالمدينة التعليمية في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وذلك ضمن سلسلة محاضرات المدينة التعليمية
شارك الخبير الأُممي الحضور بآرائه، قائلًا:" من أجل تجنّب الأضرار التي تطال الاقتصاد والوظائف فإن الشركات والكيانات التجارية التي تعتمد نماذج أعمال أكثر استدامة تحقق فوائد جمّة كما أنها تُساعد في الوقت نفسه في الجهود الدولية للحفاظ على كوكبنا، في حين أن أولئك الذين يغفلون عن هذه الحاجة، من المرجح ألاَ يتمكنوا من البقاء لوقتٍ طويل".
وقد انعقدت المحاضرة بعنوان "ماذا ننتظر؟ الحاجة الملحة لمعالجة أزمة المناخ"، وتم تسليط الضوء خلالها على الحلول الواقعية التي تُساهم في معالجة أزمة تغيّر المناخ، حيث أكد الخبير الأُممي على أهمية "الوقود الأحفوري كجزء من الحلّ في عملية الانتقال إلى الطاقة المتجددة بمختلف أشكالها".
وأضاف السيد سرمد: "لا يمكننا أن نتجنّب الحقيقة أو نُمحيها، حيث أنه غالبًا ما يتكوّن انطباع لدى الناس بالخوف عند اتخاذ أي إجراءات بشأن المناخ، لأن ذلك سيؤدّي باعتقادهم إلى آثار سلبية على الاقتصاد".
وأوضح:" أن الشركات والكيانات التجارية التي تستعد الآن لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام وتعمل على خفض انبعاثاتها وتمضي قدمًا في محايدة الكربون ستزدهر، في حين أن أولئك الذين لا يقومون بذلك فسيواجهون بالتأكيد صعوبات ستضعهم في مأزق"، وأضاف:" لا أحد يستطيع إنجاز الأعمال التجارية في عالم يُهلكه تغيّر المناخ، وأجد نفسي في حيرة من أمري تجاه الشركات والكيانات التجارية التي لم تتمكن إلى الآن من إدراك أهمية التكيّف والاستفادة من مزايا اعتماد نماذج أعمال أكثر استدامة.".
إن الشركات والكيانات التجارية التي تقوم بذلك، تحجز مكانًا لنفسها في المستقبل، بينما أولئك الذين يعكفون عن ذلك، لن يتمكنوا من البقاء لفترة طويلة من الزمن.
وفي أرقام لافتة، أشار المتحدث الأُممي إلى أن: "الانتقال إلى مرحلة المسار المستدام بالاعتماد على الكربون المنخفض، سيُساهم في تعزيز الاقتصاد العالمي بمبلغ وقدره 26 تريليون دولار أمريكي، وسيؤدي إلى استحداث 65 مليون وظيفة جديدة في مجال صناعة الكربون المنخفض بحلول عام 2030؛ لكنه شدد أيضًا على أنه لا يمكن القضاء على الوقود الأحفوري ببساطة"؛ موضحًا أن "الوقود الأحفوري لطالما كان سببًا أساسيًا لازدهار المنطقة، ولن يختفي بين عشية وضحاها، فهذا أمر غير واقعي لأنه سيؤدي إلى انهيار الاقتصاد العالمي".
وأضاف سرمد:" الوقود الأحفوري سيبقى حاضرًا في المستقبل المنظور، إلا أنه يجب أن يكون جزءًا من الحلّ وذلك من خلال عملية انتقال ندرك فيها أهمية الحاجة إلى موظفين في هذا القطاع".
التعليم كان أيضًا حاضرًا في محاضرة نائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، الذي أكد خلال حديثه في سلسلة محاضرات المدينة التعليمية، على أهميته في مواجهة التحديات المجتمعية المصيرية مثل تغير المناخ، قائلًا:" كل جهودنا ستكون عابرة، من دون التعليم على مستوى القاعدة الشعبية".
بعد المحاضرة، تم فتح المجال للأسئلة والأجوبة من خلال جلسة مفتوحة مع السيد أوفيس سرمد -وهو الخبير الذي استضافته سلسلة محاضرات المدينة التعليمية- في إطار تبادل الأفكار ومشاركة وجهات النظر حيث تتيح هذه المبادرة التابعة لمؤسسة قطر والتي دخلت الآن موسمها الثاني، الفرصة، لأفراد المجتمع للاستماع إلى قادة الفكر الذين يمتلكون خبرات واسعة حول مجموعة من الموضوعات المهمة، ولتعزيز التفاعل بين المفكرين والمجتمع.
تم تنظيم المحاضرة بالتعاون مع فريق حركة الشباب العربي للمناخ في قطر، وهي منصة تمكّن الشباب في قطر من التعاون معًا لتعزيز إجراءات حماية البيئة، وزيادة الوعي بقضايا تغير المناخ، وتشجيع خيارات اتباع نمط حياة مستدام، ضمن سلسلة حوارات الأرض الخاصة بها.
الجدير بالذكر أن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والتي أصبح السيد أوفيس نائب الأمين التنفيذي فيها منذ عام 2017، هي معاهدة بيئية دولية دخلت حيّز التنفيذ عام 1994، وتم التصديق عليها من قبل 197 دولة، تهدف إلى تثبيت تركز الغازات الدفيئة عند مستوى يمنع "أثر التدخل البشري" الخطير في نظام المناخ العالمي، حيث يُتوقع من الدول الصناعية أن تقود الجهود الرامية نحو خفض انبعاثات الغازات الدفيئة ومساعدة البلدان النامية على الحد من تغير المناخ.
وكانت سلسلة محاضرات المدينة التعليمية قد استضافت السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وابتهاج محمد، المبارزة الأولمبية الأمريكية، وروني زايجر، خبير استراتيجيات الرعاية الصحية في جوجل سابقًا، والسيدة ناتالي ماسينيت، الرائدة في مجال الأزياء، ومن المقرر أن انعقاد المزيد من المحاضرات خلال الأشهر القادمة.