إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
24 June 2020

جوردون براون يحذر في مؤتمر لمؤسسة قطر: "يجب أن نأخذ قضية تمويل التعليم بجدية، وإلا سنواجه مأساه إنسانية"

مشاركة

مصدر الصورة: Riccardo Mayer، عبر موقع Shutterstock

وصف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق عواقب نقص تمويل التعليم العالمي بأنها "ستقضي على آمال وأحلام" الملايين من الشباب، وذلك خلال مشاركته في مؤتمر من تنظيم "وايز"

حذر رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون من أن نقص تمويل قطاع التعليم سيؤدي إلى "مأساة إنسانية"، وذلك خلال حديثه في مؤتمر عالمي من تنظيم القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز"، إحدى مبادرات مؤسسة قطر.

في إطار مشاركته في الجزء الثاني من المؤتمر الذي تستضيفه القمة العالمية للابتكار في التعليم "وايز" بعنوان "تعطل التعليم وإعادة تصوره"، الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام عبر الإنترنت، أعرب براون، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالمي، عن مخاوفه إزاء حرمان الملايين من الشباب من الحصول على فرص التعّلم ووصف ذلك بأنه "سيقضي على آمالهم" في حالة عدم تمكن بلدانهم من منحهم تلك الفرصة.

جوردون براون، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق و المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم.

دعا براون إلى إيجاد حلول تتضمن تخفيف عبء الديون على الدول الأكثر فقراً للسماح لها بالاستثمار في مجالي التعليم والصحة، قائلاً: " اتطلع إلى العيش في عالم يعمل على تمكين جميع الشباب وتطوير إمكاناتهم، ولكن علينا أيضًا الإعتراف بأننا نواجه حالة طوارئ في ما يخص قطاع التعليم، تؤثر على فرص مستقبل الملايين من الأطفال حول العالم".

وتابع: "نحن نعلم أن الميزانية التي يتم إنفاقها سنويًا على تعليم طفل من جنوب الصحراء الكبرى تقدر بـ 180 دولارًا أمريكيًا، وفي المقابل يُنفق مبلغ يتراوح بين 5000 إلى 7000 دولار أمريكي سنويًا على تعليم طفل في الدول الغربية والدول الأخرى؛ كما أن نسبة 70 إلى 80 في المائة من الشباب في دول مثل كوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة يمكنهم الالتحاق بأحد أشكال التعليم العالي، بينما في بلد أفريقي تقل تلك النسبة عن خمسة في المائة. لا يتعلق الأمر فقط بما يحدث لأنظمة التعليم - بل يتعلق بما يحدث للأطفال والشباب على الصعيد الإنساني".

إن الأمل لا يموت فقط ما لم يتوفر الطعام أو أجهزة التنفس الصناعي؛ بل يمكن أن يموت عندما يشعر الشباب أنه ليس لديهم فرصة للتخطيط للمستقبل أو الحلم به

جوردون براون

وأضاف: "يُقال أن الإنسان بإمكانه الصمود لمدة 40 يومًا بدون طعام، وثمانية أيام بدون ماء، وثماني دقائق بدون هواء، ولكن لا يمكنه تحمل ثانية واحدة بدون أمل. إن الأمل لا يموت فقط ما لم يتوفر الطعام أو أجهزة التنفس الصناعي؛ بل يمكن أن يموت عندما يشعر الشباب أنه ليس لديهم فرصة للتخطيط للمستقبل أو الحلم به. وعلينا أن نواجه حقيقة أنه لا مفر من حدوث ذلك ما لم نتخذ الإجراءات اللازمة".

قال براون خلال المؤتمر بأن ما يحدث في قطاع التعليم يتم " تهميشه" على حساب القطاعات الأخرى التي تأتي كأولوية من حيث الإنفاق والمساعدات، وأن الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط التي لديها "ميزانيات تعليم ضئيلة بالفعل" يمكن أن تشهد مزيدًا من الإنخفاض، ووصف هذا بأنه "يُعد لحدوث لكارثة".

وعلّق قائلاً: "إلى جانب ضرورة إقناع الدول بأنها لا تستطيع بناء مستقبل طويل الأمد دون الاستثمار في التعليم، علينا أن نذكرها أيضًا بأن التعليم يفتح فرص العمل. علينا إقناعهم بأن عدم الإقتصاص من ميزانيات التعليم لا يصب فقط في مصلحة التعليم، بل يساهم أيضًا في تحسين جودة الحياة".

إذا تمكّنا من التعاون في الفضاء الخارجي، فبالتأكيد يمكننا إيجاد طرق أفضل للتعاون على سطح الأرض وبناء مستقبل التعليم الذي نحلم به جميعًا والذي يستحقه كل طفل في العالم

جوردون براون

وأضاف: "علينا أن نأخذ قضية تمويل القطاع التعليمي بجدية، حيث لا يمكننا إرسال المعلمين إلى المدارس دون توفير الموارد التي يحتاجونها، وكذلك بالنسبة للأطفال، لا يمكننا إرسالهم إلى المدارس دون حصولهم على الدعم اللازم. إذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة وتركنا التعليم يعاني من نقص التمويل، ونقص الموارد لتمكين الأطفال من الإزدهار في المستقبل، فحتمًا سنشهد مأساة إنسانية".

تحدث براون عن أمله تجاه مستقبل التعليم قائلاً: "أطمح أن نكون الجيل الأول في التاريخ الذي يستطيع قول أن كل طفل يذهب إلى المدرسة". كما أكد على أنه لا يمكن إصلاح التعليم دون تعاون عالمي، قائلاً: "إن العلماء، والفنيون، والباحثون، وعلماء الفيروسات، وأخصائيو المناعة جميعًا يعملون جنبًا إلى جنب لمحاربة جائحة (كوفيد-19). وينطبق الشيء ذاته على المعلمين والخبراء وغيرهم في مجال التعليم، فعليهم التنسيق معًا من أجل مواجهة الأزمة الحالية".

وتابع: "نحن نعلم أن أمامنا تحدي، لذا دعونا نعمل معًا لإعادة تصور مستقبل جديد، ونكثف جهودنا لضمان توفير التمويل المناسب للتعليم. يمكننا إحداث فرق. وأذكر في هذا السياق "سباق غزو الفضاء"، حيث قامت منافسة ضارية بين الولايات المتحدة وروسيا للوصول إلى القمر أولاً، أسفرت في التسعينات عن اجتماعهم لإنشاء محطة الفضاء الدولي".

ألقى براون كلمة رئيسية في اليوم الافتتاحي للجزء الثاني من مؤتمر "وايز" الافتراضي بعنوان "تعطل التعليم وإعادة تصوره".

"إذا تمكّنا من التعاون في الفضاء الخارجي، فبالتأكيد يمكننا إيجاد طرق أفضل للتعاون على سطح الأرض وبناء مستقبل التعليم الذي نحلم به جميعًا والذي يستحقه كل طفل في العالم."

شمل تقديم لمحة عامة عن التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2020 (GEM) للمشاركين في المؤتمر من قبل مانوس أنطونينيس، مدير فريق تقرير رصد التعليم العالمي في منظمة اليونسكو. وقال من جانبه: "مازالت الهوية، والخلفية، والقدرة عوامل تحدد وتتحكم في فرص التعليم"، حيث سلط الضوء على أن احتمالية عدم إلتحاق الأطفال ذوي الإعاقة بالمدرسة على الإطلاق تزيد بنسبة ضعفين ونصف عن نفس الإحتمالية بالنسبة لأقرانهم، وكذلك في 20 دولة على الأقل، لا يوجد فتيات يكملن تعليمهن الثانوي في المناطق الريفية الفقيرة.

كما كشف التقرير أن عدم المساواة قد ساهم في مفاقمة أزمة التعليم التي سببتها جائحة (كوفيد-19)، حيث أن هناك 40 بالمائة من الدول الفقيرة لم تضع هؤلاء المعرضين لفقدان فرص التعليم ضمن خططهم للإستجابة للوباء، وأوضح أنه يجب توسيع النظرة المتعلقة بفهم أهمية التعليم الشامل، وضرورة تركيز التمويل على "أولئك الذين تخلفوا عن الركب"، وينبغي على الحكومات تشجيع أولياء الأمور والمجتمعات على المساعدة في تصميم سياسات التعليم الشامل؛ وأن تكون الممارسة الشاملة موضوعًا أساسيًا وليس موضوعًا متخصصًا يهدف إلى تطوير المعلمين فحسب.

في عالم يواجه الكثير من الظروف الإستثنائية وعدم الاستقرار، يجب أن يكون الإدماج عنصرًا محوريًا لمستقبل التعليم

مانوس أنطونينيس

وختم أنتونينيس بقوله: "في عالم يواجه الكثير من الظروف الإستثنائية وعدم الاستقرار، يجب أن يكون الإدماج عنصرًا محوريًا لمستقبل التعليم".

يشهد المؤتمر من تنظيم "وايز" والذي يتناول تأثير جائحة (كوفيد-19) على مستقبل الأنظمة التعليمية حول العالم، ويستمر لمدة ثلاثة أيام حتى25 يونيو، مشاركة أكثر من 50 متحدثًا، من سياسيين، ومدراء مدارس وشخصيات تلفزيونية ومعلمين ورجال الأعمال ومتعلمين. للمزيد من المعلومات، أو للتسجيل في إحدى جلسات المؤتمر القادمة، أو للاطلاع على الجلسات السابقة، يرجى زيارة الرابط: www.wise-qatar.org

قصص ذات صلة