إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
10 June 2020

التحيّز في معاملتها دفعها إلى التفوق، وفي مؤسسة قطر تعلمت معنى القيادة.

مشاركة

تؤكد سارة أن جامعة نورثوسترن في قطر علمتها أن تتخلى عن مخاوفها وشعورها بعدم الأمان.

قصة كفاح سارة شعث، خريجة مؤسسة قطر، في التغلب على مخاوفها تُوِجَت بحصولها على جائزة عميد جامعة نورثوسترن في قطر

في الصيف الماضي، كانت سارة شعث – وهي أول طالبة من جامعة نورثوسترن في قطر، تتدرب في بي بي سي - تستعد لإجراء مقابلة في الهواء الطلق في واشنطن العاصمة كجزء من انتسابها لمدة شهرين إلى المؤسسة الإعلامية البريطانية.

نسيمٌ خفيفٌ سحب حجابها، فقامت خريجة الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر بإعادة الحجاب إلى مكانه، وعندها لاحظت أن أحد المتفرجين يحدّق بها، وفي لحظة، عادت بها الذاكرة إلى سنوات دراستها الثانوية.

قبل عقد من الزمان، كانت سارة تدرس في بلدة صغيرة في المملكة المتحدة، حيث لم يكن هناك أي عائلات مسلمة أخرى غير عائلتها. وفي مدرستها، كانت الفتاة الوحيدة التي ترتدي الحجاب في ذلك الوقت.

حصلت خريجة مؤسسة قطر على جائزة عميد جامعة نورثويسترن في قطر، كما أصبحت أول طالبة في الجامعة تتدرب في بي بي سي.

سرعان ما أصبحت نظرات التحديق، والتَهَكُّم اللفظي الخفي، جزءًا من حياتها المدرسية. إحدى الطالبات أشارت يومًا إلى حجابها متسائلة بسخرية: "هل تلبسه في الحمام؟"، خنقتها الدموع، وقامت بتعديل حجابها بتوتر وسارت بعيدًا.

بعد مضي بضع سنوات، قالت سارة أن" استجابتها للأذى من الداخل" كانت تدفعها للتفوق، واستمر سعيها نحو التميز عندما انتقلت عائلتها إلى قطر وانضمت إلى مدرسة دولية في الدوحة، حيث لم يكن عليها أن تواجه التحيّز الذي واجهته سابقًا.

تقول سارة: "لقد حددت هدفًا حاسمًا، أن أثبت لنفسي أنه يمكنني فعل أي شيء، وهو ما دفعني إلى النجاح في كل ما حاولت فعله تقريبًا. ولكن، كان لذلك أثرًا سلبيًا أيضًا، لقد كنت أستثمر وقتي وجهدي في إثبات قيمتي لنفسي وللآخرين، ما كنت لأرضى غير أن أكون الأفضل، وكنت أرفض أي ملاحظات توجّه لي حتى لو كانت بناءة".

وتتابع:" كنت لأستمر في هذا المسار لو لم ألتحق بجامعة نورثوسترن في قطر لدراسة الصحافة، لقد كشفت هذه الجامعة نقاط ضعفي، وجعلتني أحاكم نفسي، بطريقة لم أقم بها من قبل".

من خلال حضورها للمحاضرات في الجامعة، وإنجاز المشاريع الأكاديمية، والمشاركة في الرحلات، أدركت سارة أن التعليم لا يتعلق فقط بالدرجات أو الجوائز، وأنه إذا أرادت أن تصبح صحفية، فعليها أن تتصالح مع نفسها أولاً، قبل أن تتمكن من فهم ظروف واهتمامات أي شخص آخر.

كل أسبوع في جامعة نورثوسترن في قطر أثبت لي كم كان عليّ أن أتعلم، وأنه إذا أردت أن أكون شخصية قيادية، يجب أولاً أن أتعلم كيف أفكر بالآخرين أولاً.

سارة شعث

عندما كانت طفلة، أمضت سارة ثلاث سنوات مع عائلتها في فلسطين التي مزقتها الحرب. ثلاث سنوات تركتها تعاني من الندوب العاطفية والشعور بعدم الأمان. التجربة، إلى جانب سنوات دراستها الثانوية في المملكة المتحدة، أجبرتها على إخفاء ذاتها الحقيقية وراء إنجازاتها - وأكثر من ذلك.

تقول سارة: "قبل التحاقي بالجامعة، اعتدت على سماع الآخرين يوافقون على جميع مقترحاتي. كان طموحي كبيرًا لدرجة أنني أردت دخول الجامعة بهدف الخوض في غمرة الأشياء والأنشطة الرائدة، منذ اليوم الأول. لكن، كل أسبوع في جامعة نورثوسترن في قطر أثبت لي كم كان عليّ أن أتعلم، وأنه إذا أردت أن أكون شخصية قيادية، يجب أولاً أن أتعلم كيف أفكر بالآخرين أولاً."

وتؤكد سارة أنه في السنة الأولى، علمتها جامعة نورثوسترن في قطر أن تتخلى عن مخاوفها وشعورها بعدم الأمان، وأن تستخدم تجارب طفولتها كأدوات لتعريف الآخرين بها، وهو ما أدى إلى تغيير ملموس في تدريبها على الصحافة.

وتتذكر قائلة:" في البداية، كنت أجري المقابلات بطريقة شبه آلية، حيث أقوم بطرح الأسئلة دون أي اعتبار لظروف الشخص الذي أقابله. ولكن عندما بدأت في استخدام تجربتي الخاصة كنقطة انطلاق للتواصل مع الآخرين، اكتشفت أنني أستطيع التواصل حقًا مع من أجريت معهم مقابلات وفهم ظروفهم."

توقفت عن البحث عن أدوار قيادية، وبدلًا من ذلك، أصبحت الأدوار تأتي إلي.

سارة شعث

عندما كانت طفلة، أمضت سارة ثلاث سنوات مع عائلتها في فلسطين التي مزقتها الحرب. ثلاث سنوات تركتها تعاني من الندوب العاطفية والشعور بعدم الأمان. التجربة، إلى جانب سنوات دراستها الثانوية في المملكة المتحدة، أجبرتها على إخفاء ذاتها الحقيقية وراء إنجازاتها - وأكثر من ذلك.

تقول سارة: "قبل التحاقي بالجامعة، اعتدت على سماع الآخرين يوافقون على جميع مقترحاتي. كان طموحي كبيرًا لدرجة أنني أردت دخول الجامعة بهدف الخوض في غمرة الأشياء والأنشطة الرائدة، منذ اليوم الأول. لكن، كل أسبوع في جامعة نورثوسترن في قطر أثبت لي كم كان عليّ أن أتعلم، وأنه إذا أردت أن أكون شخصية قيادية، يجب أولاً أن أتعلم كيف أفكر بالآخرين أولاً."

وتؤكد سارة أنه في السنة الأولى، علمتها جامعة نورثوسترن في قطر أن تتخلى عن مخاوفها وشعورها بعدم الأمان، وأن تستخدم تجارب طفولتها كأدوات لتعريف الآخرين بها، وهو ما أدى إلى تغيير ملموس في تدريبها على الصحافة.

وتتذكر قائلة:" في البداية، كنت أجري المقابلات بطريقة شبه آلية، حيث أقوم بطرح الأسئلة دون أي اعتبار لظروف الشخص الذي أقابله. ولكن عندما بدأت في استخدام تجربتي الخاصة كنقطة انطلاق للتواصل مع الآخرين، اكتشفت أنني أستطيع التواصل حقًا مع من أجريت معهم مقابلات وفهم ظروفهم."

عندما علمت أنه تم اختياري لجائزة العميد، شعرت أن رحلتي التي استغرقت أربع سنوات للوصول إلى أعماق ذاتي وإعادة بنائها قد أثمرت

سارة شعث

وتضيف:" تغيرت علاقاتي مع زملائي أيضًا، تعلمت أن أكون أكثر قابلية للتواصل معهم، وفهم اهتماماتهم. كما تعلمت أن القيادة تعني السماح للآخرين بالمساهمة والإنجاز؛ وأن إنجازاتهم هي إنجازاتي. "

عندما بدأت تنظر إلى ماضيها برؤية أكثر إشراقًا، تعلمت سارة أيضًا أن تضع أهدافًا وطموحات يمكن الوصول إليها، وهو ما كان له نتيجة غير متوقعة، قائلة:" توقفت عن البحث عن أدوار قيادية، وبدلًا من ذلك، أصبحت الأدوار تأتي إلي".

على مدى السنوات الثلاث التالية، أصبحت واحدة من سفراء الطلاب بجامعة نورثوسترن في قطر، وقائد لفريق كرة السلة للسيدات بالجامعة؛ وشهدت استضافة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدّى، خلال افتتاح غرفة الأخبار بجامعة نورثوسترن في قطر، كما حضرت فعاليات نسخة مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر بباريس.

في عامها الدراسي الأخير، قامت بتحرير صحيفة الطلاب على الإنترنت "ذا ديلي كيو"، التابعة لجامعة نورثوسترن في قطر. كما أصبحت أول طالبة في الجامعة تتدرب في بي بي سي؛ وساهمت في تسوية أول احتجاج يقوده الطلاب في الجامعة، وتم انتخابها رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة نورثويسترن في قطر، ومؤخراً، حصلت على جائزة عميد الجامعة.

تقول سارة شعث: "عندما علمت أنه تم اختياري لجائزة العميد، شعرت أن رحلتي التي استغرقت أربع سنوات للوصول إلى أعماق ذاتي وإعادة بنائها قد أثمرت. وعلى عكس سنوات دراستي الثانوية، تم تقديري للجهد الذي بذلته للآخرين؛ ليس لنفسي. هذا الشعور أكثر متعة وبهجة مما قد تشعر به عندما تربح شيئًا لنفسك".

ينظر معظم الطلاب إلى هذه الإنجازات كمؤشر على أنهم حققوا جلَ طموحاتهم، وأنهم كانوا في ذروة رحلتهم الجامعية. لكن بالنسبة لسارة، حدثت تلك اللحظة عندما كانت تستعد لمقابلة البي بي سي في واشنطن العاصمة.

خلال فترة دراستها، أصبحت سارة واحدة من سفراء الطلاب بجامعة نورثوسترن في قطر، وقائد لفريق كرة السلة للسيدات؛ كما ساهمت في تسوية أول احتجاج يقوده الطلاب في الجامعة.

وتتذكر قائلة: "في صباح ذلك الصيف، عندما قمت بتعديل حجابي، لاحظت أن أحد الحاضرين يحدق بي. قبل أربع سنوات، كنت سأكون على الفور في وضع دفاعي، وشعور داخلي بالعداء، والتظاهر بالثقة. ولكن هذه المرة، كانت ردة فعلي مختلفة، فقد علمتني السنوات التي قضيتها في جامعة نورثويسترن في قطر، والمدينة التعليمية في مؤسسة قطر، أن لكل فردٍ مشاكله الخاصة، وبالتالي يستحق أن يُظهر اللطف".

وتتابع:" حرصت على أن أبتسم في وجه ذلك الشخص، وقد فوجئ على ما يبدو بأنني قمت بالتواصل المباشر معه بالعين، وأعدت نظرته إليه بدفء حقيقي، فابتسم. حينها علمت أنني وصلت؛ وأنني انتصرت على نفسي؛ وأنه من خلال التخلي عن كل أثقالي العاطفية، أفسحت المجال للآخرين. وأخيرًا، بت أمتلك كل ما يلزم لأكون صحفية".

قصص ذات صلة