مؤسسة قطر تسلّط الضوء على قوّة الواقع الافتراضي في العملية التعليمية

يحمل "الواقع الافتراضي" الكثير من الآمال. تخيّل أنك تتعرف على كيفية إجراء عملية جراحية دون أن تُضطر للذهاب إلى غرفة العمليات. لا ريب أن الواقع الافتراضي لديه إمكانيات عالية في تقديم تجربة تعليمية عن بُعد تتسم بفاعلية أكبر من التعليم التقليدي القائم على الكتب الدراسية.

تقول مريم الرافعي أستاذة بجامعة نورثوسترن في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، أنه "بإمكانك إتاحة الفرصة لشخص ما ليحظى بتجربة أشياء لم يكن له أن يحظى بها في العادة. وأصبح من السهولة بمكان الوصول إلى الموضوعات التي تريدها من خلال الواقع الافتراضي".

وأضافت: "حين تباشر بالقيام بأمر ما، فإنك تعايشه بصورة أكثر عمقًا، وبهذا يعلق أكثر في ذاكرتك. حين تغادر الواقع الافتراضي، يكون لديك هذا الارتباط الوجداني، حيث تتاح لك فرصة التأمل في الأمر والوصول إلى نتائج محددة بشأنه. وبهذا تصل إلى مستوى من التعليم أكثر تعمقًا".

في تايوان، أقامت جامعة تايبيه فصلًا دراسيًا يعتمد على الواقع الافتراضي سمح للطلاب بتصور وظائف الجسم الإنساني بشكل لم يسبق أن لاحظوه من قبل. وقد استُخدم الواقع الافتراضي لمحاكاة العمليات الجراحية، مما أكسب الطلاب درجة من الكفاءة الطبية في الصف الدراسي فاقت ما لدى الطلاب المتدربين لمدة عام في مجال الطب.

والأمر المثير حقًا فيما يتعلق بالواقع الافتراضي هو قدرته على دفع العالم نحو تكافؤ الفرص التعليمية، كما يُظهر فيديو جديد تم إنتاجه بالتعاون بين مؤسسة قطر وWIRED Brand Lab. وقد كتب جيريمي بيلنسون في كتاب له بعنوان Experience on Demand أو "خوض التجارب عند الطلب"، قال فيه أن الواقع الافتراضي يتيح للطلاب الوصول إلى آفاق لم تكن متاحة من قبل. وإن تكلفة الانضمام إلى التعليم عبر الواقع الافتراضي أقل من التكلفة اللازمة للالتحاق بصف دراسي في بلد أجنبي.

ويعتمد بيلنسون على المعارف التي حصّلها على مدار عقدين من الزمان قضاهما في بحث الآثار النفسية للواقع الافتراضي وغيره من وسائل الإعلام، وذلك لمساعدة القرّاء في فهم هذه الأداة الحديثة القوية. ويقدم إرشادات متخصصة للتفاعل مع الواقع الافتراضي واصفًا طرق الاستفادة من هذه التكنولوجيا، لا لتعزلنا عن الواقع وإنما لتثري حياتنا وتؤثر في طريقة تعاملنا مع الآخرين، ومع البيئة من حولنا، بل والتعامل مع أنفسنا بصورة أفضل.

كذلك فإن الواقع الافتراضي أداة قيّمة في تعليم الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي نافعة بشكل خاص لمن يعانون من اضطرابات طيف التوحد، إذ تساعدهم في بناء المهارات الاجتماعية في بيئة تخلو من الضغوط الكبيرة ودون التعرض للمؤثرات الخارجية.

وقد قدّم إدجار ديل مخروط الخبرة كأداة تعليمية في الستينيات، وكانت هذه هي البداية الفعلية للواقع الافتراضي. ويعد مخروط الخبرة نموذجًا يجمع بين عدد من النظريات المتعلقة بالتعليم وتصميم الوسائل التعليمية. ويرى ديل أن المتعلمين يحتفظون بمقدار كبير من المعلومات حين ينخرطون في ممارسة عملية يباشرون فيها أمرًا ما مقارنة بالسماع أو القراءة أو الملاحظة. واليوم فإن التعلم بالممارسة العملية أصبح وسيلة شائعة تُعرف باسم "التعلم التجريبي" أو بالممارسة.

ويبيّن مخروط ديل أن الطلاب في التعليم التقليدي الذي يعتمد على الكتب الدراسية يحتفظون بنسبة 10 في المائة فقط، مما قرأوه في حين أن الطلاب الذين يحظون بخبرات مباشرة هادفة أثناء التعلم يحتفظون بمقدار أكبر من المعرفة. وأفضل وسيلة بعد الخبرة المباشرة هو ما يُطلق عليه لفظ "الخبرات المعدلة".

وأثبتت الدراسات أن الطلاب الذين يستخدمون الواقع الافتراضي في التعلم يتفوقون على من يستخدمون الطرق التقليدية في الاختبارات بنسبة 90 إلى 68 في المائة. وفي المستقبل سوف يشكّل الواقع الافتراضي جزءًا أكبر من المنهج الدراسي للطلاب حول العالم، مع احتمالية إحداث تحوّل في التجارب التعليمية وجعلها متاحة لعدد أكبر من الأفراد أكثر من أي وقت مضى.

شاهد الفيديو كاملاً حول دور الواقع الافتراضي في إحداث نتائج حقيقية في الصفوف الدراسية، من إنتاج مؤسسة قطر وWIRED Brand Lab هنا.