إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
14 September 2018

شركة قطرية ناشئة تعتزم إطلاق خدمة توصيل الطرود إلى باب المنزل.

مشاركة

تسعى شركة "أيرليفت"، التي تحتضنها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، إلى تحقيق حلم طالما راود كثيرين، ألا وهو التسليم الآلي للطرود.

في خضم التطور التكنولوجي المتسارع، ربما تجد نفسك طامحًا لتصبح رائد أعمال عبر مشروع استثماري ناجح قائم على التكنولوجيا. غير أن السعي الدؤوب إلى التنافس والتميّز قد يجعلك في أحيان كثيرة تنسى سبب دخولك المضمار التكنولوجي أو أساس المشكلة التي تريد حلها. لكن أحمد محمد علي، وهو رائد أعمال بدولة قطر يبلغ من العمر 28 عامًا، لم يفقد أبدًا الخيط الناظم للهدف من وراء تأسيس شركته الناشئة التي سرعان ما تطورت إلى شركة عالمية.

"في أثناء دراستي الجامعية، أتذكر ما شغل تفكيري من روعة أن أكون شخصية مثل ستيف جوبز أو إيلون ماسك، وتملكني شعور دفعني لأصبح رائدًا لعمل ما وأطرح تقنية تحل بعض المشكلات التي نواجهها، وتخيلت ما يمكنني تقديمه"، هكذا وصف محمد علي تجربته، وهو مواطن سوداني مقيم في دولة قطر لفترة طويلة، ويمتلك شركة "أيرليفت" التي تحتضنها حاليًا واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التابعة لمؤسسة قطر.

أضاف محمد علي قائلًا: "غير أن ذلك الشعور لا يمكن أن يكون هو دافعك؛ فينبغي أن تنطلق من رغبة لطرح حل لمشكلة حقيقية، بحيث يصنع هذا الحل فارقًا ويحسّن حياة الناس من حولك. سيقدم لك هذا الدافع سندًا خلال رحلتك يمدّك بمزيد من الثقة والعزيمة".

لأجل ذلك، وفي سياق البحث عن حلول لوجستية أفضل لتسليم الطرود والبضائع، أسس محمد علي شركة "أيرليفت" التي تعتمد تقنيةً قادرةً على توصيل الطرود البريدية بكفاءة وبدون مساعدة بشرية. تبلورت الفكرة عندما لاحظ محمد علي وشركاؤه المؤسسون للشركة، وهم مصعب المزين ومنيرة الدوسري ونبراس أوزو، أن ثمّة عوامل عديدة تكون هي غالبًا السبب وراء تأخير تسليم الطرود إلى أصحابها، ومنها عدم التمكّن من التسليم في غضون ساعات محددة أو خلال عطلة نهاية الأسبوع، أو عدم وجود صاحب الطرد في المنزل وقت التسليم، أو اشتراط توقيع صاحب الطرد شخصيًا لدى استلامه.

يتجلّى دافعنا الرئيسي في بحث كيفية جعل الوسائل التكنولوجية ذاتية التشغيل ومتاحة للجميع. هذا هو الدافع الذي نتحرك على أساسه. فما السبيل لجعل الوسائل التكنولوجية ذاتية التشغيل متاحة في مختلف الأسواق، سواءً من خلال التكلفة المنخفضة أو سهولة الوصول إلى هذه الأسواق؟

ومن أجل استيعاب المشكلة بشكل أعمق في سياق وضع تصور للمشروع، قام أفراد الفريق باستلام وتوزيع الطرود في مختلف أنحاء الدوحة، مستعملين في ذلك رقمًا هاتفيًا مجانيًا أعلنوه على منصات التواصل الاجتماعي. أمضى الفريق شهرين في إنجاز جميع أنواع التوصيلات، كالمشتريات، والمواد الغذائية، والهدايا الشخصية، علاوةً على توصيل الملابس من مرافق غسل وكي الملابس وإليها.

في هذا السياق، قال محمد علي: "الفكرة التي حرصنا على بلورتها تمحورت حول دور التكنولوجيا، لا سيما التجارة الإلكترونية، في إيجاد حل لهذه المشكلة، من خلال معرفة العوامل التي تؤثر على سلوك العملاء عندما يقومون بعمليات الشراء عبر الإنترنت أو يتوقعون استلام المشتريات في موعد محدد".

وخلص الفريق إلى إنتاج سيارات ذاتية القيادة تساعد في "الشوط الأخير" من عمليات تسليم الطرود، بحيث يتم استلام الطرود من مراكز التوزيع ثم توصيلها إلى عتبات أبواب أصحابها. وفي الشهر المنصرم، أقامت شركة "أيرليفت" شراكة مع نظيرتها "جيبا" (Geeba)، وهي شركة قطرية-هولندية تعتمد تقنية قواعد البيانات المتسلسلة في تقديم حلول توصيل الطرود، وذلك بهدف إطلاق مركبات ذاتية القيادة لتوصيل الطرود في روتردام بهولندا.

من واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا إلى روتردام الهولندية

حظيت شركة "أيرليفت" بدعم صندوق تمويل تطوير المنتجات، التابع لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، المعني بتمويل الشركات الناشئة التي تستجيب لاحتياجات السوق المحلية. يرى محمد علي أن الدعم الذي تقدّمه واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا كان مفيدًا جدًا في توظيف المعدات التقنية التي تستخدمها الشركة.

وأضاف قائلًا: "أهم ما يميّز موظفي واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هو استيعابهم لعملية تطوير المنتجات التي تتطلب حيزًا من البحث والتطوير، لا سيّما على مستوى الأجهزة والمعدات. يمكنك سريعًا وضع نموذج على مستوى البرمجيات، غير أن الشق المتعلّق بالأجهزة يبقى صعبًا بعض الشيء. وهم يدركون هذه الحقيقة جيدًا".

مقطع فيديو يظهر جهاز "أيرليفت" آلي القيادة قيد الاختبار مع شركة شريكة في روتردام.

يعود محمد علي بالذاكرة إلى الشهور العديدة التي أمضاها وهو يحاول الحصول على تراخيص من الجهات المختصة بالنقل والاتصالات في دولة قطر من أجل اختبار أجهزة "أيرليفت" ذاتية التشغيل؛ ولم يتسنّى له اختبارها إلا بمساعدة موظفي واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. وقد قال في هذا الصدد: "أتذكّر يوم جاء مدير قسم المنطقة الحرة بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا [بعد أن علم بجهودنا الدؤوبة]، وقال: يمكنكم يا شباب إجراء هذا الاختبار في مقر واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا. فهذه ملكية خاصة، ولا يستطيع أحد أن يعترض على ذلك. ما عليكم سوى إخباري بالأمر قبيل موعد إجراء هذا الاختبار، وسأقوم بإخطار القائمين على الأمن هناك". أشار محمد علي، وهو يتذكر شريط هذه الأحداث، إلى أنهم تمكنوا بالفعل من اختبار أجهزة "أيرليفت" آلية القيادة بنجاح في غضون أسابيع. وجاءت فكرة الانفتاح على هولندا إلى محمد علي بينما كان فريقه ينتظر الحصول على الترخيص من السلطات القطرية لاختبار هذه المعدات الآلية في الدوحة.

أضاف محمد علي قائلًا: "فكرنا في الكيفية التي نمضي بها قدمًا في مشروعنا، فكانت روتردام من أفضل الحلول المتاحة أمامنا"، مردفًا أن اكتظاظ حركة المرور وعمليات البناء كانت تفرض هي الأخرى وضعًا مختلفًا.

شرح محمد علي الفكرة قائلًا: "المفهوم الذي كنا نتناقش أبعاده المختلفة يقوم عمليًا على استخدام هذه الأجهزة ذاتية القيادة بشكل مستقل عن الإعاقات المرورية. وبالتالي، تتمثل المهمة في توصيل المشتريات إلى العملاء دون القلق بشأن حركة المرور أو اكتظاظه. وهولندا تتمتع بالبنية الأساسية الملائمة لذلك، فلديها طرق ذات ممرات خاصة بالدراجات وأرصفة واسعة. فلا عجب أن عدد الدراجات على هذه الطرق يفوق التصور".

وقد تمكن الفريق من الحصول على التراخيص الضرورية من السلطات الهولندية بسهولة، ومن المتوقع أن يشرع في نشر هذه الأجهزة ذاتية القيادة في روتردام في العام المقبل.

تعميم استخدام الوسائل التكنولوجية ذاتية التشغيل

قال محمد علي إن فريقه يهدف أيضًا إلى تعميم استخدام التقنيات ذاتية التشغيل وجعلها في متناول الجميع في كل مكان، وهو هدف يجعل فريقه مجتهدًا في سعيه لإيجاد حلول لوجستية بهذا الصدد.

فازت شركة "أيرليفت" بجائزة الحلول اللوجستية الذكية ضمن جوائز قطر لتكنولوجيا المعلومات لعام 2018.

قال محمد علي: "يتجلّى دافعنا الرئيسي في بحث كيفية جعل الوسائل التكنولوجية ذاتية التشغيل ومتاحة للجميع. هذا هو الدافع الذي نتحرك على أساسه. فما السبيل لجعل الوسائل التكنولوجية ذاتية التشغيل متاحة في مختلف الأسواق، سواءً من خلال التكلفة المنخفضة أو سهولة الوصول إلى هذه الأسواق؟"

يتطلع محمد علي إلى الإسهام في ظهور جيل يتمتع بالقدرة على بلورة حلول من بنات أفكاره، بعيدًا عن القيود ذات الصلة بالوصول إلى الموارد التكنولوجية، أو انتظار التراخيص، أو القلق بشأن عوامل خارجية أخرى.

يعتزم محمد علي في المستقبل القريب توسيع خدمات "أيرليفت" لتشمل دولة قطر، بحيث يصبح بالإمكان استخدام أجهزة ذاتية القيادة في توصيل الطرود والمشتريات على مستوى مناطق من قبيل اللؤلؤة ومدينة لوسيل، بسرعة أكبر وتكلفة أقل.

صورة 1 من 3

يختتم محمد علي قائلًا: "في بيئة قطر الصحراوية، حيث تصل درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، تصبح حركة الناس محدودة، ما يؤثر على نطاق الأعمال. لقد مارستُ أعمالًا محدودة، وأعرف أن البعض لا يمارسها بدافع المتعة، بل لكسب العيش. وما دام بإمكاني جعل حياة هؤلاء الناس أسهل من خلال تزويدهم بشيء يروق لهم [عبر "أيرليفت"]، فمن شأن ذلك أن يسهم في تطوير أعمالهم بشكل أكبر وجعلهم أكثر تركيزًا على منتجهم".

قصص ذات صلة