للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تُعتبر العطور جزءًا لا يتجزأ من الثقافة العربية. حيث ترجع علاقة الإنسان بها في هذه المنطقة إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وفي قطر تحديدًا، يعدُّ انتشار المحال التجارية والشركات الصغيرة التي تُباع فيها العطور داخل مراكز التسوق والأسواق الشعبية دليلًا على ذلك.
أريد أن أرى بلادي تحقق الاكتفاء الذاتي، وأنا فخور بأنني أساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال تحويل حلمي إلى واقع.
هكذا يستهل محمد راشد المطوي، البالغ من العمر 25 عامًا، المؤسّس والمدير العام لمصنع برفيوم فاكتوري والحاصل على شهادته من جامعة كارنيجي ميلون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حكايته حول إنشاء أول مصنع من نوعه في قطر.
سلك مؤسّس المصنع، كغيره من روّاد الأعمال المتخرجين من جامعات مؤسسة قطر والذين تتزايد أعدادهم بشكل كبير، طريقًا معاكسًا لما يسلكه الآخرون الذين يتوجّهون نحو إنشاء شركات تُعنى بالتكنولوجيا، فقد اختار إنشاء شركة تساهم في تحقيق جانت من جوانب الاكتفاء الذاتي في قطر، وهو القرار الصائب لأسباب وجيهة.
يقول محمد: "لفترة طويلة، استورد العطّارون الذين يملكون شركات صغيرة في قطر المواد الخام السائلة، وقاموا بمزجها مع العطور المتوفرة لديهم، وكانت عملية الاستيراد مكلفة بالنسبة لتلك الشركات الخاصة، وبسبب عدم وجود مصدّرين محليين، اضطر الناس لشراء واستخدام عطور باهظة الثمن ومتدنية الجودة.
وكشخص يعي تمامًا دور العطور الأساسي في حياتنا اليومية، كنت أسأل نفسي: هل بإمكاني تقديم المساعدة بأي شكل لأفراد المجتمع في قطر، بحيث يمكنهم الاستمتاع بعطور ذات جودة أعلى وثمن أرخص، خصوصًا وأن هذه العطور تُعد جزءًا من هويتنا العربية؟"
الحل الذي قدّمه محمد هو إقامة شركة لتصنيع العطور باستخدام مواد خام ذات جودة عالية، تقوم باستيراد موادها من أفضل المصدّرين في أوروبا، بالإضافة إلى توفير خدمة التصنيع حسب الطلب، وهي الأولى من نوعها، حيث تتكفل الشركة بتصنيع كل ما يتعلق بالعطور: من استيراد المواد الخام إلى توزيع المنتج النهائي. وفي نهاية عام 2017 وبعد جهد طويل، أنشأ محمد أول مصنع للعطور في قطر بدعم وإرشاد من بنك قطر للتنمية.
يحتوي المصنع الذي يقع في المنطقة الصناعية على صالة مزيّنة بأضواء خافتة وأثاث أنيق وخزائن عرض تشبه متاجر العطور الفاخرة بمظهرها الخارجي، كما يشمل المصنع أستوديوهات تصميم، ومختبر لخلط ومزج العطور مجهّز بنظام أمني، فضلًا عن قاعة للتعبئة والتغليف والتوزيع. ويعمل مصنع العطور على تموين السوق المحلي بكميات كبيرة من منتجاته، فيبيع المواد السائلة الخام للأسواق المحلية، ويقوم بتصنيع عطور حسب الطلب، ويلبي احتياجات الأسواق المختلفة حيث يبيع منتجاته للمتاجر الضخمة ومحلات العطور الفاخرة كذلك.
ويقول محمد أنه لطالما كان مستعدًا للعمل على إنشاء مشروع كهذا منذ أن كان طالبًا جامعيًا في المدينة التعليمية، يتخصص في برنامج إدارة الأعمال في جامعة كارنيجي ميلون في قطر قبل سنوات عدة.
ويؤكد:" لمجرد كونك طالبًا في مؤسسة قطر، فإنك ستدخل في أجواءٍ من التنوع الثقافي، حيث تُنمّي وجهات النظر المختلفة واللغات المتنوعة معارفك، وتكتشف المواهب الدفينة التي تملكها. على سبيل المثال، عندما كنت طالبًا في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، اكتشفت أن لدي ميول لإدارة الأعمال وأنني أستطيع أن أقوم بالعديد من المهام في آن واحد، كما اكتشفت مهاراتي في مجال التجارة الإلكترونية. وعلّمتني الجامعة كذلك أن الناس لهم قابلية على شراء الخدمات المرتبطة بعاداتهم وتقاليدهم، لذا فإن الجامعة قد مهّدت لي الطريق، بطريقة أو بأخرى، لإنشاء مصنع برفيوم فاكتوري."
ويختتم: "أريد أن أرى بلادي تحقق الاكتفاء الذاتي، وأنا فخور بأنني أساهم في تحقيق هذا الهدف من خلال تحويل حلمي إلى واقع."