إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
9 September 2020

طالبان جامعيان من مؤسسة قطر يسلطان الضوء على واقع اللاجئين اليمنيين في فيلم وثائقي

مشاركة

التقى جويانغ شوي وسعد إجاز، الطالبان في جامعة نورثويسترن قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وأدت صداقتهما إلى إقامة شراكة في صناعة الأفلام.

جويانغ شوي وسعد إجاز، الطالبان في جامعة نورثويسترن قطر، ينالان إشادة دولية بفيلمهما الوثائقي الذي يرصد واقع اللاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية، ويقولان إن تجربتهما الدراسية في المدينة التعليمية أحدثت تحولاً نوعيًا في حياتهما وأهدافهما

صحيحٌ أن جويانغ شوي، وسعد إجاز، وُلدا في بقعتين من العالم تفصلهما آلاف الأميال، ولكن الطموح ذاته يجمعهما، وسكن بين جوانحهما منذ الطفولة، وانطلقا يطلبانه؛ ليصبحا من رواة للقصص في العالم، ويعكسا صور المجتمعات المختلفة عبر فن صناعة الأفلام.

ولدت الطالبة شوي ذات الاثنين وعشرين ربيعًا في كوريا الجنوبية ولكنها أمضت فترة طويلة من طفولتها متنقلة بين بلدان الشرق الأوسط، وقد استمدت الحافز من بعض التصورات غير الصحيحة السائدة لدى الناس في وطنها الأم حيال العالم العربي، ما دفعها لسلوك المسار الذي تسلكه اليوم.

تقول شوي: "كان أمرًا محزنًا بالنسبة لي أن أرى العديد من الكوريين الجنوبيين يتبنون آراء وتصورات غير صحيحة عن منطقة الشرق الأوسط والعرب عمومًا، وكان السبب الرئيسي وراء ذلك نقص مصادر المعلومات في الإعلام الكوري فضلًا عن الأخبار الزائفة التي راجت في وسائطه، ما أثر تأثيرًا بالغًا على أزمة اللاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية".

رصد فيلم شوي وإجاز واقع اللاجئين اليمنيين في كوريا الجنوبية.

وكان لهذا الواقع دورٌ محوريٌ في تنامي الإصرار لدى "شوي" وعزمها على خوض غمار مسيرة مهنية تتيح لها دحض هذه الأخبار الزائفة وتسليط الضوء على أوجه الظلم الواقع على البشر في شتى أرجاء العالم.

أما "إجاز" فقد توقد بداخله شغف صناعة الأفلام وهو لم يزل في سن السابعة، عندما أهديت له كاميرا لتصوير الفيديو، فظل شغفه متوقدًا منذ ذلك الحين ولم يخمد يومًا.

يسترجع الشاب ذو الواحد وعشرين ربيعًا ذكريات طفولته قائلاً: "عندما كنت في السابعة من عمري، كانت تلك الكاميرا رفيقتي أينما ذهبت، فكنت أصور بها نفسي وأسرتي ثم أعيد تشغيل أفضل المقاطع الملتقطة ليشاهدها كل من لديه القدر الكافي من الذوق ولياقة التعليق".

كان اللقاء مقدرًا بين الطالبين عندما شرعا في مواصلة تعليمهما العالي بجامعة نورثويسترن قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حيث اختارت شوي دراسة الاتصال بينما تخصص إجاز في الصحافة. والتقى الاثنان يحدوهما الاهتمام برواية القصص وحكايا الناس من خلال صحيفة "The Daily Q"، وهي صحيفة إخبارية إلكترونية يديرها طلاب جامعة نورثويسترن قطر. ومن خلال التواجد داخل البيئة الأكاديمية لمؤسسة قطر – أسست على مدار الـ 25 عامًا الماضية منظومة تعليميةً تتيح تجربة تعليميةً واقعية تمكن الشباب من إدراك إمكاناتهم – أتسعت آفاقهم الإبداعية بشكل أكبر.

لقد جمعنا الطموح، ولذا كنا دائمًا راغبين في العمل معًا على مشروع ما؛ فقد كنا نحن الاثنين شغوفين بإنتاج القصص عن حياة المهاجرين واللاجئين

جويانغ شوي

تقول شوي بإجاز: "لقد جمعنا الطموح، ولذا كنا دائمًا راغبين في العمل معًا على مشروع ما؛ فقد كنا نحن الاثنين شغوفين بإنتاج القصص عن حياة المهاجرين واللاجئين".

ومصداقًا لهذا الطموح كان كلّ منهما بالفعل يحصد التقدير والثناء ويحقق الإنجازات؛ فقد نالت شوي خلال فترة دراستها بالجامعة زمالة المراسلين الصحفيين لدى مركز بوليتزر، ما أتاح لها إعداد التقارير الإخبارية عن اللاجئين اليمنيين في جزيرة جيجو بكوريا الجنوبية. وبالمثل اكتسب إجاز خبرة دولية كان من بينها كتابة التقارير لصالح صحيفة الغارديان في نيويورك عن حقوق التصويت في الولايات المتحدة، كما انتخب لنيل زمالة روزالين كارتر في الصحافة المعنية بالصحة النفسية وعمل خلال هذه الفترة على إضفاء الحيوية على مقالة تفسيرية عن الصحة النفسية من خلال تناول آثار العنف في باكستان.

ويقول الصديقان، أن جامعة نورثويسترن قطر مكنتهما من تحدي نفسيهما وتوسيع آفاقهما وإيجاد صوتهما.

أراد الصديقان أن يبذلا معًا المزيد من الجهد لتسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان، فابتكرا فكرة مشروعهما الأول لإنتاج فيلم بتمويل مشترك حمل عنوان "Home to Home: How a Yemeni Refugee Found Love in South Korea" (من وطن إلى وطن: كيف وجد لاجئ يمني الحب في كوريا الجنوبية). وعن قصة الفيلم تقول شوي: "يتناول الفيلم قصة لاجئ يمني يدعى محمد أمين، يعيش في كوريا الجنوبية وتحديدًا في جزيرة جيجو بعدما قدم إليها من ماليزيا متطلعًا إلى حياة أفضل".

تتابع شوي: "في جزيرة جيجو، يلتقي أمين ها منكيونغ التي وظفته للعمل معها طاهيًا حتى يساعدها في إدارة المطعم اليمني الذي افتتحته لخدمة اللاجئين القادمين من اليمن. وأثناء عملهما معًا، نشأت بينهما علاقة حب انتهت بالزواج. يركز موضوع الفيلم على معاني الانسجام والتوافق والسلام، وكيف يمكن أن نجد دومًا مساحة للقبول والحب بالرغم من الاختلافات الثقافية بين الكوريين واليمنيين".

بوصفي صانعة أفلام وطالبة في جامعة نورثويسترن قطر، فقد أتيحت لي العديد من الفرص المذهلة لكي أتحدى نفسي وأخرج من نطاق المألوف لدي

جويانغ شوي

تقدّم رفيقا الدراسة بطلب للحصول على منحة تمويلية لصحافة التقارير من مركز بوليتزر لتغطية الأزمات، ووقع الاختيار على مشروعهما المقترح لتمثيل جامعة نورثويسترن قطر. وما إن أصبح التمويل متوفرًا حتى شرع الثنائي في العمل على تصوير الفيلم.

تقول شوي عن تجربة إنتاج العمل: "تمثل التحدي في مرحلة ما قبل الإنتاج في التواصل مع اللاجئين في كوريا الجنوبية بينما نحن لا نزال في قطر؛ إذ كان لزامًا علينا أن نؤسس علاقات مع مصادر تفصلنا عنها آلاف الأميال. وعندما حان الوقت لكي نسافر إلى كوريا، تراجع الكثير من مصادرنا خوفًا من أي عواقب قد تطالهم جراء التحدث إلى وسائل إعلامية، لكننا نجحنا في نهاية المطاف في كسب ثقتهم للتحدث ومشاركة قصصهم مع العالم. ولما كانت هذه الزيارة لجزيرة جيجو هي الأولى لكلينا، فقد واجهنا تحديًا من نوع آخر تمثل في معرفة طرقات المدينة وشوارعها من الصفر والعثور على مصادر على الأرض تساعدنا في التواصل مع مزيد من اللاجئين اليمنيين، بيد أننا تمكنا من تحقيق أهدافنا في هذا الصدد. وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد الإنتاج، فقد نفذنا مونتاج العمل باللغتين الكورية والإنجليزية؛ إذ كان علينا تخطي حاجز اللغة، الأمر الذي حملنا على جمع أجزاء الفيلم بعضها إلى بعض. في نهاية المطاف استطعنا أن ننشر عملنا على الموقع الرسمي لمركز بوليتزر".

سرعان ما نال الفيلم التقدير والثناء، وجرى اختياره للعرض في مهرجان هونغ كونغ 1905 الدولي لأفلام حقوق الإنسان المزمع انعقاده في نوفمبر 2020، وهي إشادة ضخمة تغمر الثنائي شوي وإجاز حيالها "حماسة بالغة" ويأملان أن تجلب هذه المنصة الدولية لعملهما مزيدًا من التقدير والاستحسان.

يترقب رفيقا الدراسة موعد تخرجهما في مايو 2021، ويدين كلاهما بالفضل فيما حققاه من إنجازات للمهارات التي اكتسباها وتعلماها خلال دراستهما بجامعة نورثويسترن قطر.

ولعل أهم ما قدمته لي الجامعة أنها وفرت لي الموارد الضرورية والإرشاد اللازم لكي أصنع قصصًا من إبداعاتي وأجسد آرائي وأفكاري

سعد إجاز

تصف شوي تجربتها في الجامعة والأوقات التي قضتها في أروقتها بأنها "ساحرة"، وتضيف قائلة: "بالنسبة لشخص مثلي ينتمي لوسط اجتماعي واقتصادي متواضع، لم أكن لأتصور مطلقًا ما أصبحت عليه اليوم لولا جامعة نورثويسترن قطر. وبوصفي صانعة أفلام وطالبة في جامعة نورثويسترن قطر، فقد أتيحت لي العديد من الفرص المذهلة لكي أتحدى نفسي وأخرج من نطاق المألوف لدي، كما أن أفضل الأصدقاء في حياتي ومرشدي الذين التقيتهم في الجامعة ساندوني جميعهم وأسهموا في تكوين شخصيتي التي أنا عليها اليوم؛ شابة واثقة في نفسها وصانعة أفلام جريئة".

وبالمثل يرى إجاز أن دراسته في جامعة نورثوسترن كان لها "أثرٌ تحويليٌ" في حياته؛ فيقول: "لقد ساعدتني الدراسة الجامعية في الربط بين شغفي بسرد القصص وإنتاج مقاطع الفيديو بنفسي، وكان تخصص الصحافة الذي تقدمه الجامعة أحد أحلامي التي سعيت لتحقيقها، وقد أتاح لي فرصة واسعة للتعلم من خيرة الأساتذة والأكاديميين واكتساب الخبرة في إعداد التقارير الإخبارية والصحفية في محيط يماثل باكستان." يتابع إجاز: "لقد التحقت بالجامعة يحدوني اهتمام محدد بحيز ضيق في فضاء الإعلام، بيد أنني أنظر إلى نفسي الآن وقد أصبحت قادرًا على القيام بأمور كثيرة ومتنوعة. ولعل أهم ما قدمته لي الجامعة أنها وفرت لي الموارد الضرورية والإرشاد اللازم لكي أصنع قصصًا من إبداعاتي وأجسد آرائي وأفكاري".

صورة 1 من 3

لكن ترى ما هي الخطوة التالية في مسيرة الثنائي؟ تقول شوي إنها تحلم بأن تكون راوية قصص وحكايا تكسب ثقة الناس، ويتأتى لها ذلك بأن "تصبح صانعة أفلام وثائقية تسهم بأعمالها في إماطة اللثام عن الحقائق المخفية ومداواة جراح الأقليات المهمشة." وتختتم شوي بالقول: "أريد الاستمرار في رواية قصص وحكايا عن الناس تلملم خيوط الإنسانية من أطرافها وتتحدى طرائق التفكير التقليدية".

أما إجاز فيضع نصب عينيه هدفًا يسعى من خلاله إلى نقل المهارات التي اكتسبها في الجامعة إلى عالم صناعة الإعلام في وطنه الأم باكستان، وعن ذلك الهدف يقول: "أرى أنه بإمكاني تحقيق هدفي إذا ما أنشأت منبرًا إعلاميًا وفق رؤيتي الخاصة لكي يساعد الأجانب والباكستانيين أنفسهم في تأسيس فهم أفضل عن هذه البقعة التي نشغلها من العالم".

قصص ذات صلة