للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يتيح مشروع "تخيّل" لكل موظف في سدرة للطب أن يطرح ما لديه من أفكار ومقترحات من شأنها أن تجعل العمل أكثر كفاءة وفاعلية، وترتقي في الوقت نفسه بخدمات الرعاية المقدمة للمرضى.
منذ وقت ليس بالبعيد، كان خيار طرح الأفكار والمقترحات الهادفة إلى تحسين أجواء العمل وإجراءاته في مؤسسةٍ للرعاية الصحية مقتصرًا على فئتين: من يتحكمون في ميزانية هذه المؤسسة ومواردها المالية، ومن يملكون قرار إعطاء المنح التي تتيح الاستفادة من هذه الموارد.
وفي وقتنا الراهن، لم تتغير الأمور كثيرًا. غير أن طبيبًا في مركز سدرة للطب، المستشفى الرائد التابع لمؤسسة قطر والمعني بتقديم خدمات الرعاية الصحية وفق أعلى المعايير للنساء والأطفال والشباب في دولة قطر، رأى أن الوقت قد حان لإحداث هذا التغيير.
في معرض الحديث عن سيطرة النخب على عملية تقديم الأفكار في شتى مؤسسات الرعاية الصحية حول العالم، يقول الدكتور ديباك كورا: "أعتقد أن الوضع القائم حاليًا يتسبب في كبح العديد من مقترحات التطوير، فكل شخص لديه أفكار حيال ما يمكن تطويره، ونوّد أن تجد هذه الأفكار سبيلها إلى التحقيق".
والحل هنا هو "تخيّل".
مشروع "تخيّل" ليس وسيلة ظاهرية لبناء منظومة أكثر ديمقراطية يقتصر وجودها على مخيلة المرء، بل هو في الوقع مبادرة جديدة أطلقها الدكتور كورا لإيجاد حل لهذه المشكلة.
تابع الدكتور كورا قائلًا: "في الواقع، ما نقوم به هنا في سدرة للطب من خلال مشروع "تخيّل" هو أمر يتم تطبيقه لأول مرة في أية منظومة رعاية صحية على مستوى العالم، فالمشروع في جوهره عبارة عن إطار عمل يوظّف مفهوم "حشد المصادر" ليشجع التفكير الابتكاري، ويستخلص الأفكار التي تسهم في تطوير العمليات وتقليل هامش الخطأ البشري، بما يفضي في النهاية إلى تحسين تجربة المرضى والخدمات المقدمة إليهم".
نؤمن بأن كل شخص قادر على تقديم أفكار جيدة، ويستوي في ذلك الجميع، بدءًا من الممرضين والمساعدين الشخصيين وحتى المدير التنفيذي. ومن جانبنا نشجع الجميع على طرح أفكارهم والسعي إلى تحقيقها.
لكن ما الذي يقوم به مشروع "تخيّل" على وجه التحديد؟
باختصار، مشروع "تخيّل" هو في الأساس عبارة عن آلية يتم من خلالها تشجيع الابتكار وتلاقح الأفكار داخل مؤسسة الرعاية الصحية عبر إفساح المجال أمام جميع الموظفين لطرح أفكارهم في أجواء بنّاءة تتسم بالانفتاح والشفافية.
أو كما يصفه الدكتور كورا: "نؤمن بأن كل شخص قادر على تقديم أفكار جيدة، ويستوي في ذلك الجميع، بدءًا من الممرضين والمساعدين الشخصيين وحتى المدير التنفيذي، ومن جانبنا نشجع الجميع على طرح أفكارهم والسعي إلى تحقيقها".
وفي معرض السعي إلى تحقيق هذه الغاية، نجح مشروع "تخيّل" في تقديم سبعة حلول تطويرية، بعضها قيد التطبيق بالفعل، والبعض الآخر يجرى الاستعداد لتطبيقه. من هذه الحلول، على سبيل المثال، تطبيق "صفارة"، الذي يتم من خلاله إرسال رسالة نصية إلى المرضى حينما يأتي دورهم لتلقي خدمة معينة داخل المستشفى، حيث نجح هذا التطبيق في تحسين تجربة المرضى، وتقليص وقت الانتظار، مع توفير تكاليف جمّة كانت ستنفقها المستشفى في التعاقد مع مزوّد خدمة لهذا الغرض.
وعلى مستوى آخر، مشروع "تخيّل" هو أحد إرهاصات تيار أكبر يكتسب يومًا بعد يوم مساحات أكبر في المجتمع القطري، ويركز على القوة العاملة وما لديها من مهارات وقدرات إبداعية كعنصر أساسي في دعم مسيرة البلاد نحو النمو والتطوير.
يقول الدكتور كورا: "انضممت إلى سدرة للطب في أبريل 2013، مدفوعًا بإعجابي برؤية قطر الوطنية 2030 ومستلهمًا أهدافها الرامية إلى الانتقال بدولة قطر من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى الاعتماد على الابتكار وقدرات الأفراد."
"أتيت إلى هنا ساعيًا وراء بيئة خصبة ومناخ مناسب لاحتضان مشروع مثل "تخيّل"، وسرعان ما أدركت أنني عثرت على المكان المناسب." لعل ما يجعل دولة قطر "مكانًا مناسبًا" هو أنها تتبنى رؤية وطنية رائدة تحتفي بالمبادرات المبتكرة مثل "تخيّل"، وتوفر الأجواء المناسبة لازدهارها، كما تهيئ الظروف اللازمة لانتشار ثقافة أعمال تركّز بقوة على القدرات الإبداعية للعنصر البشري.
يختتم الدكتور كورا قائلًا: "على مدار حياتي المهنية، زرت العديد من مؤسسات الرعاية الصحية وعملت في الكثير منها، ولذا يمكنني أن أقول إن ما يحدث في سدرة للطب هو أمر استثنائي وفريد تمامًا، وأدرك أن ذلك لم يكن ليتحقق بدون الجهود الدؤوبة لمؤسسة قطر واستثمارها الجمّ في مجالي التعليم والبحوث لدى إنشاء سدرة للطب. ولا أعرف مكانًا آخر يفسح المجال لإجراء مثل هذه المبادرات، ويقدم في الوقت نفسه خدمات رعاية صحية فائقة للأطفال، مسهمًا بقوة في دفع مسيرة نمو البلاد وتطويرها".