للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
طالبة في السنة الدراسية الأولى بجامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر تتعاون مع سيدات أعمال إيطاليات لاستيراد وبيع سلعهن المصنوعة يدويًا في الدوحة
في مارس الماضي، عقب تطبيق إجراءات الإغلاق التام في إيطاليا بسبب انتشار جائحة (كوفيد-19)، واجهت العديد من النساء الإيطاليات صعوبة بالغة في استمرار أعمالهن المنزلية القائمة على الفنون والحرف اليدوية، وهو ما هدد مصدر رزقهن. على بعد حوالي 2500 ميل في الدوحة، شعرت رائدة الأعمال الإيطالية فاليريا مازي، ذات العشرين ربيعًا، بمعاناة هؤلاء النساء - وقررت إيجاد طريقة لمساعدتهن.
تقول مازي: "سمعت قصصًا عن مواجهة الشركات المحلية في بلدي الأم نكسة كبيرة. كانت العائلات التي تعتمد على الدخل الناتج عن بيع الأعمال الفنية والحرف اليدوية على شفا الفقر. ذكرني بعض هؤلاء الفنانين بجدتي نونا. النساء الشغوفات بمهنتهن والفخورات بثقافتهن. كان علي أن أفعل شيئًا لمساعدتهم".
فاليريا مازي
في عام 2016، أسست مازي "فينوس كارما"، وهو منفذ ناجح لبيع الملابس في قطر. وقد كان لمازي ووالدتها خطط لتوسيع "فينوس كارما" إلى أكثر من مجرد علامة تجارية للملابس، كما أن اعتزامهم مساعدة النساء من الحرفيات في إيطاليا أثناء الإغلاق قد أتاح لهم فرصة جديدة: وهي بيع قطع للديكور المنزلي المصنوعة يدويًا بأيدي نساء إيطاليات.
قالت مازي: "لقد تمكنا من إنشاء شبكة رائعة مترابطة بين جميع الحرفيات المستقلات في إيطاليا. كما تعاونّا مع شركات صغيرة ذات جذور أصيلة في إيطاليا والتي تولي عناية واهتمامًا خاصًا لكل من منتجاتها يدوية الصنع، وبالنظر لحجم تلك الشركات، كان إنتاج ضخم في الشرق الأوسط أمرًا بعيد المنال بالنسبة لهم".
تتابع: "اليوم، حقق قسم الديكور المنزلي من علامة "فينوس كارما" نجاحًا مماثلاً لخط الأزياء، وحاليًا تحظى العلامة التجارية ككل بعشرات الآلاف من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك لديها موقع إلكتروني تجاري مزدهر".
في غضون أسابيع قليلة، أدركت أن ما بدأته لمجرد توفير وسيلة لكسب الرزق لأبناء بلدي في إيطاليا، كان في الواقع يولد الاهتمام والطلب من المجتمع هنا
وتقول مازي: "في غضون أسابيع قليلة، أدركت أن ما بدأته لمجرد توفير وسيلة لكسب الرزق لأبناء بلدي في إيطاليا، كان في الواقع يولد الاهتمام والطلب من المجتمع هنا. أراد الناس حقًا شراء قطع الإكسسوارات المنزلية التي صنعتها هؤلاء النساء يدويًا".
بدأت مازي الآن فصلاً جديدًا في رحلتها من خلال بدء دراستها في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، حيث تأمل في تعزيز وصقل مهاراتها من خلال دراستها لتصميم الأزياء. في الوقت الحالي، تتلقى مازي محاضراتها الدراسية عن بُعد من مكتبها في "فينوس كارما" ، بينما تهتم أيضًا بمجريات العمل والإشراف على المتدربين الجدد.
هناك شيء يتردد صداه بين خبرتي في العمل وتجربتي الأولية في الجامعة، وهو أن السر يكمن حقًا في التفاصيل
تقول مازي: "هناك شيء يتردد صداه بين خبرتي في العمل وتجربتي الأولية في الجامعة، وهو أن السر يكمن حقًا في التفاصيل. فإن الانتباه والعناية بأدق التفاصيل هو أمر يشعر به الأفراد ويقدرون مدى الاهتمام والشغف في تنفيذ العمل وهو ما ينعكس بالتالي على المنتج النهائي".
بدايات صعبة
لم تكن بداية مشروع مازي سلسة. فإن بدايتها الممتعة في خوض الحياة الجامعية اعترضها وقت قاسِ دفعها لبدء شركتها الخاصة.
تقول فاليريا: "في ديسمبر 2014 وعندما وصلت إلى قطر، لم تكن هناك أي مدرسة على استعداد لقبول طالب لا يستطيع تحدث الإنجليزية بطلاقةكان وقتًا صعبًا؛ هز ثقتي بنفسي، كنت في بلد جديد، أواجه صعوبات من أجل تكوين صداقات.. لكن شيئًا ما بداخلي استمر في المقاومة. قلت لنفسي، لا بد أن أقاوم وأخرج نفسي من هذا الإطار الذي كنت فيه".
تضيف: عدم القدرة على الالتحاق بالمدرسة العادية، وتلقي دروس خاصة لتحسين لغتي الإنجليزية، أعطاني الوقت الكافي لمعرفة ما أردت أن أفعله في حياتي بالضبط. كانت نقطة انطلاقتي الأولى، وعلى الرغم من زعزعة ثقتي بنفسي، هي استحضار الشجاعة لفعل شيء كنت أرغب دائمًا في القيام به - إنشاء عملي الخاص." دعمتني والدتي، وحاولت أن أجد مكاني. كان أول مشروع لي هو تصميم وبيع حقائب اليد الفاخرة. كنت بالكاد في الخامسة عشرة من عمري عندما دخلت عالم التجارة، وتعلمت كيفية شراء المواد الخام من الخارج ومناقشة أفكاري مع المصممين."
تخوض فاليريا مازي رحلتها في ريادة الأعمال بالتزامن مع رحلتها الدراسية في جامعة فرجينيا كومنولث.
وتقول فاليريا مازي بأن انطلاقتها كانت أفضل بكثير مما كانت تأمل، وأثبتت بأنها "طريقة لتعزيز معنوياتها". بعد ستة أشهر من قدومها إلى قطر، تم قبول فاليريا في مدرسة ثانوية محلية. وعلى الرغم من أن هذا يعني الاضطرار إلى العمل الجاد وتكريس وقتها للدراسة، إلا أنها لم تكن على استعداد للتخلي عن شيء - لأول مرة في حياتها - بدأت تستمتع به حقًا: عملها. على العكس من ذلك، أرادت توسيعه".
" بدأت بالقبعات والقطع التي يمكن حياكتها عليها. أعلم أن الأمر يبدو بسيطًا، ولكن هكذا انتقلت من تصميم حقائب اليد إلى بيع الملابس بالتجزئة. توسعت المجموعة، وحاليا أقوم باستيراد ملابس عالية الجودة بما في ذلك البلوزات والقمصان والسترات تحت الاسم التجاري Venus Karma ".
بعد دخولها عالم الأزياء، أدركت فاليريا فجوة أخرى في سوق الملابس والمنسوجات في قطر – صناعة الأزياء الموحدة؛ مع طفرة في الأعمال التجارية العضوية، احتاجت الشركات إلى زي موحد عالي الجودة لموظفيها. شعرت بذلك ، شعرت أنه الوقت مناسب للدخول في هذا المجال. وتمكنت من تكوين مستمر من العملاء. وحافظت على نقاط بيعها الفريدة كما هي.
أرى العمل كتعاون. أنا لا أعمل لدى شخص ما ، ولا أحد يعمل لدي ؛ بل نحن نعمل سويًا
"أخبر زبائني بأن منتجاتي ليست رخيصة لأن الجودة لها ثمن هم بحاجة إلى الاستثمار في منتجاتي مرة واحدة فقط، وهم يدركون الفرق. لحسن الحظ، وبالنسبة لي، كان العملاء في قطر مميزون. فهم يفضلون أن يدفعوا سعرًا أعلى، مرة واحدة، للمنتجات عالية الجودة والأداء واالجميلة بدلاً من صرف الأموال على سلع أرخص.
وتقول فاليريا: " جعلتني السنوات الخمس الماضية قوية وحساسة". "أرى العمل كتعاون. أنا لا أعمل لدى شخص ما ، ولا أحد يعمل لدي ؛ بل نحن نعمل سويا".
"عندما أعامل الآخرين بمساواة - سواء كان زبونًا أو مصممًا أو نونا إيطالية تصب قلبها وروحها في ما تصنعه بيديها - فإنهم يشعرون بالتقدير؛ وبالتالي يصبح كل شيء في مكانه. إنها روح أعيش بها؛ هذا هو سبب تسمية مؤسستي فينوس كارما. فينوس هي إيماءة إلى إلهة الجمال الرومانية وإرثي الإيطالي. وكارما تشير إلى نتائج نوايا المرء وأفعاله الإيجابية".
كنت محظوظًة لوصولي إلى قطر في الوقت المناسب؛ كانت الأعمال تتزايد؛ و التجارة الإلكترونية في انطلاق؛ كان السوق المحلي مميزا. وبينما كنت سأكون واحدًا من بين الآلاف في إيطاليا ، كنت واحدًا من بين مائة هنا في قطر - حظيت بفرصة أكبر".
استمرت العلامة التجارية فينوس كارما التي بدأتها فاليريا مازي في الازدهار خلال أزمة الجائحة.
يغمر مازي الحماس في بداية رحلتها الجامعية، وتأمل بأن تفتح لها تلك الخطوة آفاقًا جديدة لأعمالها.
"لطالما كنت حريصة على الحصول على نيل شهادة في مجال يتعلق بالموضة وأعتقد أن جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر هي الاختيار الأفضل، وأشعر بأن تلك ميزة؛ أن يتناسب مساري التشغيلي بشكل خاص مع عالم ما بعد (كوفيد-19) حيث سيتعين على الشباب مثلي اغتنام الفرص الناشئة عن هذه الظروف غير المسبوقة، بغض النظر عن شهاداتهم الجامعية".