للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
مشاعر الخوف والقلق طغت على مواجهات المشتركين أمام لجنة التحكيم
بعد أن وقع الاختيار على ثمانية مشتركين ليكملوا رحلتهم في التنافس على نيل اللقب في الموسم الحادي عشر من برنامج نجوم العلوم، وصل المتأهلون أخيرًا إلى الدوحة، وبالتحديد إلى مختبر نجوم العلوم الذي يقع في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أحد أعضاء قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، منطلقين في مرحلة جديدة من رحلتهم التعليمية العلمية، سماتها تحويل أفكارهم إلى حقيقة تتجسد في منتجات على أرض الواقع. وتعدّ هذه المرحلة من أهم المراحل وأدّقها في هذه الرحلة، وكما قال البروفسور عبدالحميد الزهيري، عضو لجنة التحكيم: "يعتقد الناس بأن الانتقال من مرحلة الفكرة إلى مرحلة المنتج هي خطوة سريعة، وهو اعتقاد خاطئ يقع فيه أغلب الناس".
لدى وصولهم إلى الدوحة، غَمر الحماس والاندفاع المتنافسين دون استثناء، وبدا عليهم التأثير بما اكتشفوه في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وما تحتويه من مرافق ومنشآت متعددة تتيح لهم كلّ مقومات النجاح التي يحتاجونها من أجل تنفيذ مشاريعهم.
ومن بين هذه المقومات الدعم والتحفيز الذي قدّمه ضيوف الحلقة ومن بينهم السيد عبدالعزيز بن ناصر آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبنك قطر للتنمية ورئيس مجلس إدارة مركز بداية للتطوير المهني وريادة الأعمال، عن دور حاضنة قطر للأعمال في احتضان هذه الابتكارات قائلاً: "وفقًا للمرصد العالمي لريادة الأعمال بالولايات المتحدة الأمريكية حصدت دولة قطر في عام 2018 المركز الأول في جاهزية بيئة ريادة الأعمال" وأضاف: "تم إنشاء حاضنة قطر للأعمال مؤخرًا بهدف توفير بيئة مناسبة لرواد الأعمال والمبتكرين لتحويل أفكارهم من مجرد أفكار إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع".
الإجهاد، الضغط، توتر الأعصاب، وضيق الوقت، هذه هي السمات التي طغت على أجواء الحلقة الخامسة من نجوم العلوم، إذ يواجه المتنافسون تحدٍ لإثبات أفكارهم، ويسابقون الزمن لتحقيق ذلك في غضون أسبوعين فقط.
خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة، يستقبل المتنافسون زيارات من خبراء وتقنيين متخصصين يمدونهم بالدعم والمساعدة اللازمة، ويقدمون لهم النصح والإرشاد، كما يتخللها ورشات عمل ودورات مكثفة، وذلك استعدادًا لمواجهة لجنة التحكيم التي تعاين بدورها التقدّم الذي أحرزه المشتركون لإثبات فكرة المشروع.
المواجهات انطلقت بين المشتركين في حلّة جديدة ومختلفة، وأكثر ما يميزها هو طريقة تقييم المشتركين، فإلى جانب لجنة التحكيم، يتفاعل الجمهور في عملية التقييم من خلال إبداء آرائهم بشكل مباشر فور انتهاء كل مواجهة، دون أن يؤثر ذلك على النتيجة النهائية، ويعتمد التقييم ثلاثة معايير أساسية وضعتها اللجنة وهي: درجة الإبداع، الجدوى التقنية، والاستعداد الشخصي.
وقد تم تقسيم المواجهات إلى ثلاثة مجموعات، وكانت المنافسة تشتد احتدامًا عند كلّ مواجهة، واتضح شعور المشتركين بالتوتر عند وقوفهم أمام لجنة التحكيم والجمهور معًا، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر على مدى استعدادهم للإجابة على أسئلة اللجنة وإقناعها بمخرجات تجاربهم، وكما علّقت المشتركة أنفال الحمدانية: "أعتقد أن كل أعضاء جسدي ترتجف، ولم أعرف ما هو سبب هذا الخوف والتوتر، لكنّي كنت أعلم أن الخوف دائمًا يتبعه قوة".
بدورهم، لم يتساهل أعضاء لجنة التحكيم مع المشتركين على الإطلاق، حيث طغى على أسئلتهم طابع الجديّة والدقة، والصرامة العلمية، ورفع معايير الاختيار. ومع ذلك، أبلى المشتركون حسنًا في مواجهة اللجنة، وبحسب تقييمات الجمهور، شهدت المجموعة الأولى من المواجهات تبوأ عماد الدين عزوز، واختراع المسح الطبي للزفير المرتبة الأولى أمام كلّ من عبدالله الغيتابي واختراعه السوار الطبي للسيدات للتخطيط الأسري، ومحمد الخراط واختراع لباس السباحة للإنقاذ الآلي.
أما في المواجهة الطبية الثانية، اعتلت نهى أبو يوسف واختراعها لاصق مفعّل لجفن العين المغموشة الصدارة أما يوسف العزوزي واختراعه دعّامة تعديل تدفّق الدم. في المواجهة الثالثة والأخيرة، تفوّق عبدالرحمن صالح خميس واختراعه سجادة الصلاة التفاعلية، على كلّ من أنفال الحمدانية صاحبة اختراع الاستخلاص الآلي لليمون المجفف، وحسام سمير واختراعه خرسانة مكيّفة للحرارة.
في نهاية هذه الحلقة، ودّعنا عبدالله الغيتابي من السوادن، إذ لم يحالفه الحظ في إثبات فكرة اختراعه أمام اللجنة، وحصل على أدنى تقييم بين المتنافسين الآخرين بنسبة 41,7%. لم تكن لحظة الإعلان عن نتيجة التصويت هينة على عبدالله الذي وصفها قائلاً:" وقوفي هناك كان بمثابة مفترق طرق في حياتي، إما أن أبقى أو أخرج من المسابقة"، وأضاف: "شعرت بمزيج من السعادة والحزن في آن واحد". لكنّ مغادرة عبدلله لبرنامج نجوم العلوم لا تعني خسارته، لأن وصوله وتأهله لهذه المرحلة هو إنجاز بحد ذاته.
بقاء 7 مشتركين فقط، يعني بدء العدّ التنازلي، وتضاعف المسؤولية ورفع مستوى التحدّي، مع اقتراب المشتركين من تحقيق حلمهم في نيل اللقب.