للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الحلقة السابعة شهدت تصميم المتسابقون على الابتكار في أبهى صوره مع محاولات تجنّب الإقصاء المزدوج عن المنافسة
في الحلقة السابعة من برنامج نجوم العلوم المنّعقد في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التابعة لمؤسسة قطر، وبعد صدمة الحلقة الماضية بخروج متنافسان دفعة واحدة من البرنامج، وما تبع ذلك من حالة توتر لدى بقية المتنافسين، انتقل المتنافسون لمرحلة التصميم الصناعي لمشاريعهم وهي المرحلة التي يمتزج فيها الجمالي بالهندسي.
شارك ضيف البرنامج المخترع الكويتي صادق قاسم تجربته السابقة من الموسم الثاني للبرنامج وأكّد على ضرورة التركيز على الإنجاز وألا يشغل المخترع باله كثيرًا بالنقاشات الجانبية التي قد تنشب حول نموذجه وبذلك يتجنب الانزلاق في الضغط النفسي الهائل الذي يصحب هذه المرحلة ويستمر في المضي قدمًا بخطته نحو النجاح.
رافق المخترعون الخمسة الذين تبقوا في البرنامج: أنفال الحمدانية، ونهي أبو يوسف، وحسام سمير، وعبد الرحمن خميس، ويوسف العزوزي فريقٌ من المصممين الصناعيين من هولندا ومهمتهم مساعدة المخترعون على إعطاء نماذجهم الأولية شكلها النهائي من ثم عرضها على لجنة الحكم للتقييم. ركز المصممون الصناعيون على ثلاثة محاور رئيسة عند بناء كل نموذج وهي؛ أولاً، أن يكون قويًا ومتينًا. ثانيًا، فعّال بالكامل، ثالثًا، الجاذبية للمستهلك، وما يرافق ذلك من طبيعة المواد المستخدمة والشكل الخارجي للنموذج الأوليّ.
اجتمعت لجنة الحكم بالمصممين الصناعيين في لقاء خاص لسماع "القصة الحقيقة" للنماذج - على حد تعبير البرفسور فؤاد مراد - وناقشوا فيها كامل التفاصيل لكل النماذج الأولية من المواد المستخدمة إلى الصيغة النهائية التي ستكون بين يدي المستهلك، ووضعوا بعدها ثلاثة معايير يقيمون حكمهم عليها وهي: أولًا، التكامل بين الأداء والتصميم، ثانيًا، آفاق المنتج في الأسواق، وثالثًا، الاستعداد الشخصي.
يتنافسُ ثلاثة مخترعين في المرحلة الأولى من التصفيات على البقاء ضمن البرنامج، ويقوم كل متنافس منهم وبعد الانتهاء من صناعة نموذجه بإخضاعه للتجربة وإطلاق اسمٍ تجاري عليه قبل عرضه على لجنة الحكم. إن هذه أحد أصعب المراحل وفيها الكثير من الجهد والتعب، ورأينا ذلك بداية مع حسام ونموذجه الأولي "ايكوفلو" لخرسانة مكيفة للحرارة وكذلك أنفال ونموذجها "لومي" لتقشير الليمون العمانيّ، وأخيرًا عبد الرحمن ونموذجه "سجدة" وهي سجادة تفاعلية لتعليم الصلاة.
ربما ما يميزُ هذه الحلقة على وجه الخصوص هو أن المستهلك في قلب عملية الحُكم على أي نموذج سواء من الحضور الذي يصوت على النماذج أو من طبيعة أسئلة لجنة الحكم مع لجنة ووضّح البرفسور فؤاد مراد ذلك قائلًا: "إن هدف نجوم العلوم هو تقديم منتج للسوق" واتضح ذلك أيضًا في نقاشه مع المصمم روي جسلينج وضرورة الالتفات لجانب الاستدامة عند صناعة أي منتج في عصرنا الحالي خاصة مع تزايد الوعي العالمي حول استخدام مواد صديقة للبيئة. بالإضافة لثنائية العالمي والمحلي والأنساق الثقافية، وعلّق المصمم يوري ناتقتِجال على ذلك بقوله: "إن العالم تحول إلى قرية؛ فنحن نعمل هنا في قطر مع أناس من هولندا وآخرين من ألمانيا والصين ونتشارك مع بعضنا البعض" والهدف هو جعل حياة البشر أفضل.
كان هذا النقاش حاضرًا أثناء عرض المتنافسون الثلاثة أمام لجنة الحكم ودار بينهم نقاش حول مدى نجاح كل نموذج من نماذجهم، ودافع كل متنافس ومتنافسة عن نموذجه أمام اللجنة. وتصدر عبد الرحمن نسبة التصويت من قبل الحضور في ختام هذه المرحلة متفوقًا على كل من أنفال وحسام.
أما في المواجهة الطبية بين نُهى أبو يوسف ونموذجها لنظارات طبية لجفن العين المغموشة، ويوسف العزوزي ونموذجه لدعّامة طبية لتعديل تدفق الدم؛ فهناك عوامل جديدة تدخل في حسبان لجنة الحكم تتجاوز المظهر الجمالي وتتوجه لعوامل أخرى منها مدى ملاءمتها للمرضى الذين سيستخدمون هذه الاختراعات بشكل يوميّ في حياتهم، دافع كل من نُهى ويوسف عن نماذجهم أمام اللجنة لكن في النهاية جاء تصويت الحضور، وهو تصويت غير نهائي، لصالح نُهى أبو يوسف بنسبة كبيرة للغاية.
يكاد النضج النفسي لدى المتنافسين أن يصبح أحد أهم النتائج غير المباشرة لنجوم العلوم؛ فكما تابعنا قبل أن تُعلن لجنة الحكم نتائجها أكدّ صادق قاسم مرة أخرى على الصورة الكبيرة للبرنامج ولمجال الابتكار وبأن المشروع الحقيقي يبدأ مع انتهاء البرنامج، وأشار أكثر من مرة للأثر النفسي الذي خلّفه البرنامج على شخصيته، ولاحظنا ذلك أيضًا على عدة متنافسين أثناء دفاعهم عن نماذجهم.
في نهاية الحلقة، وقف كل من أنفال وعبد الرحمن وحسام على منصة الإقصاء منتظرين قرار اللجنة الذي استثنى أنفال الحمدانية من البرنامج، ولكنها قاومت دموع انتهاء الرحلة وقالت: "إن رحيلي عن برنامج نجوم العلوم هو ليس نهاية الحلم." أما النتيجة النهائية للجنة الحكم وبقية المتنافسين فجاءت كالتالي: تربعت نُهى أبو يوسف على المرتبة الأولى بنسبة 88.3% يتبعها يوسف العزوزي بمعدل 86.7% وعبد الرحمن خميس 84.3% وأخيرًا حسام سمير بنسبة 76.7%.