إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
14 June 2020

خريجو مؤسسة قطر يساعدون ملايين الطلاب على التعلم عن بُعد من خلال التلفاز

مشاركة

مبادرة "المدرسة التلفزيونية" تتيح فرصة التعلم عن بُعد للمجتمعات التي لا تحتوي على أجهزة كمبيوتر أو اتصال بالإنترنت.

مصدر الصورة: Rawpixel.com، عبر موقع Shutterstock

أسامة شاه زاد وهارون ياسين يعوضان الطلاب عن الدروس الفائتة بسبب جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) من خلال إنشاء محتوى تعليمي لصالح مبادرة المدرسة التليفزيونية الباكستانية

يعمل كل من أسامة شاه زاد وهارون ياسين في مجال التعليم في باكستان، وقد عكفا خلال العام المنصرم على تجربة الكثير من الأشياء الجديدة في عملهما الخاص بهدف إفادة أكبر عدد ممكن من الأفراد.

واستقال شاه زاد من عمله كمحاضر جامعي للانضمام إلى إحدى شركات تكنولوجيا التعليم، على أمل أن يفيد عمله ما يتجاوز العشرين طالبًا فقط في الصف الدراسي. أما ياسين، الذي يدير تطبيقًا جوالًا للتعلم الرقمي يسمى Taleemabad "تعليم آباد"، فقد حاول بث محتوى التطبيق على التليفزيون المحلي لكنه واجه تأخيرات بسبب الروتين والإجراءات الرسمية.

ثم جاءت جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) التي غيرت من مشهد التعليم في جميع أنحاء العالم. ومع إغلاق المدارس وإلزام الطلاب ببدء التعلم من المنزل، أطلقت حكومة باكستان "المدرسة التليفزيونية"، وهي مبادرة تبث محتوىَّ تعليميًا للطلاب من الروضة حتى الصف الثاني عشر على التليفزيون الوطني يوميًا.

هارون ياسين. مصدر الصورة: Saiyna Bashir، عبر موقع Global Citizen

أسامة شاه زاد. مصدر الصورة: Knowledge Platform Pakistan

من هنا أتيحت فرصة فريدة من نوعها أمام خريجي مؤسسة قطر، شاه زاد وياسين؛ حيث تخرجا في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وجامعة جورجتاون في قطر على التوالي، للوصول مباشرةً إلى الطلاب دون أي وسطاء.

سمح إطلاق هذه المبادرة لتطبيق "تعليم آباد" بتعجيل الشراكة مع وزارة التعليم الفيدرالية الباكستانية وعرض مقاطع فيديو الرسوم المتحركة الخاصة بالتطبيق على شاشة التليفزيون. كما تمت الاستعانة بشركة منصة المعرفة (Knowledge Platform)، وهي شركة تكنولوجيا التعليم التي يعمل بها شاه زاد ويختص بإنشاء محتوى علمي للطلاب من الصف السادس إلى الثاني عشر، كواحدة من العديد من المنظمات التي تغذي قناة المدرسة التليفزيونية بالمحتوى المطلوب.

ربما يكون هذا الفيروس قد حول مسار التطور في التعليم إلى ثورة حقيقية

أسامة شاه زاد

وقد أصبح المحتوى الذي عملا عليه ياسين وشاه زاد يبث الآن يوميًا من الساعة الثامنة صباحًا حتى السادسة مساءً ليصل إلى 50 مليون شخص على التليفزيون الوطني الباكستاني.

تُحقق مبادرة المدرسة التليفزيونية الفعّالية في الوصول إلى الأفراد الذين يمتلكون جهاز تليفزيون ولكنهم لا يستطيعون تحمل تكلفة الاتصال بالإنترنت أو الاستعانة بالكمبيوتر. لكن شاه زاد وياسين يتفقان على أن بث الدروس على شاشة التليفزيون لا يخلو من التحديات.

يعقب ياسين على ذلك قائلاً "يختلف الأمر تمامًا عند إشراك جمهور البث التليفزيوني مقارنةً بالجمهور الرقمي أو المستخدم للتطبيقات." ويقول أيضًا "يستطيع المشاهدون تغيير قناة التليفزيون في أية لحظة، لذلك ينبغي ألا تكون عملية التدريس مفرطةً في البساطة".

نظرًا لأن التلفاز يُستخدم في المقام الأول للترفيه، فإن الاستعانة به لبث المحتوى التعليمي يدفع منشئو المحتوى لجعله أكثر متعة وجاذبية عن المنصات الأخرى.

ويعرج ياسين على ذلك "إذا لم يعجبك الأمر كطفل يشاهد محتوى البث، سوف تغادره سريعًا. ذاك حلم تحقق للأطفال لأنهم يختارون ما يريدون. ويظل المُعلمون في مكانهم. لقد قضينا فترات طويلة بنينا فيها صفوف دراسية؛ حيث يتعين على الطلاب الالتزام بحضور جلسات رتيبة حتى لو لم يستمتعوا بالدرس".

لا نود إحداث رد فعل عكسي تجاه التعلم الإلكتروني كي لا يكون من الصعب التعافي من هذا الإحساس لاحقًا

هارون ياسين

يشير شاه زاد إلى أن الاتصال التليفزيوني أحادي الاتجاه يمثل تحديًا أيضًا، لأنه لا يسمح للمعلمين باختبار مهارات ومعرفة المتلقين، مضيفًا أن شركة منصة المعرفة قد أنشأت تقييمات عبر الإنترنت ويشجعون جمهور المدرسة التليفزيونية على استكمالها بعد مشاهدة الدروس، رغم عدم وجود أية طريقة لفرض ذلك.

في إطار الحديث عن الصفوف الدراسية الافتراضية بشكل عام، حذر ياسين أيضًا من الإفراط في استخدام "الكلمة الذهبية-التعلم الإلكتروني" لضمان عدم اختلاط الحدود الفاصلة بين التكنولوجيا والمرح والتعلم

لدرجة تجعل الطلاب إما ينفرون منها بشكل جماعي أو لا يفعلون أي شيء على الإطلاق، مثل اللعب في الهواء الطلق وقضاء وقت ممتع مع العائلة.

وهو يفسر ذلك قائلاً "يمكن أن تكون شركات تكنولوجيا التعليم متعجرفة بعض الشيء ونحن لا نود إحداث رد فعل عكسي تجاه التعلم الإلكتروني كي لا يكون من الصعب التعافي من هذا الإحساس لاحقًا". ويستطرد "ينبغي علينا أن نخفف من وتيرة الإيقاع لبعض الوقت، لأن التعلم الزائد يمكن أيضًا أن يتحول إلى فخ لأطفالنا".

وفي حين أن باكستان لديها بعض المعاهد التعليمية الخاصة ذات السمعة الطيبة، يعاني نظام التعليم العام فيها بعض التحديات بسبب طبيعة البلاد المكتظة بالسكان ووجود عدد كبير من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس.

The launch of the Teleschool initiative in Pakistan has accelerated Taleemabad’s partnership with the country’s government. مصدر الصورة: Saiyna Bashir، عبر موقع Global Citizen

تعكف شركة منصة المعرفة التي يعمل بها شاه زاد على إعداد حلول تعليمية جديدة لعملائها في قطاع التعليم من خلال مزج الأساليب التقليدية للتعلم مع التكنولوجيا.

ووفقًا لشاه زاد كان هناك العديد من المدارس في باكستان قبل الوباء تستخدم الأساليب التقليدية للتدريس بالتركيز على التعلم الروتيني، بدلاً من استخدام المرئيات والتكنولوجيا لشرح المفاهيم. لكن ربما يتغير هذا الأمر لأن المدارس تحث معلميها على إعادة التفكير في أساليب التدريس واستخدام التكنولوجيا، وهو ما كان يدافع عنه شاه زاد قبل بدء الأزمة.

ويصرح شاه زاد في هذا الشأن "لم تكن العديد من المجتمعات منفتحةً على التكنولوجيا. وقد نظروا إليها على أنها شيء غير جدير بالاحترام، ويخرج أطفالهم عن السيطرة بسبب ما يمكنهم الاطلاع عليه عبر شبكة الإنترنت". ويضيف قائلًا:" لكن الآن، تضطر المدارس إلى تقديم عروض باوربوينت التقديمية، أو الانضمام إلى اجتماعات برنامج زووم، أو إنشاء ملفات سحابية، أو إعداد حسابات بريد إلكتروني. كل هذه الأشياء تكسر الحواجز الذهنية التي تعترض استخدام التكنولوجيا، لذا فإن نصف عملي قد تم إنجازه بالفعل. وتساعدني الظروف الراهنة كثيرًا، ولم أعد مضطرًا إلى تغيير القناعات الشخصية".

قام ياسين والشريك المؤسس أهواز أختار بإنشاء تطبيق "تعليم آباد" في عام 2015 بينما كانا لا يزالان يدرسان في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وقد دفعهما نحو ذلك شغفهما بتحسين حالة التعليم في باكستان باستخدام أساليب التعلم التفاعلية القائمة على اللعب، واحتضن مشروعهما مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، بوصفه إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر والتي تهدف إلى تحويل التعليم من خلال الابتكار.

نظرًا لما تسببت فيه جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) من تعطل أساليب التدريس التقليدية، فقد دخل محتوى تطبيق "تعليم آباد" الجذاب إلى دائرة الضوء. شهد التطبيق زيادة غير مسبوقة في عدد المستخدمين خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث ينضم أكثر من 2000 مستخدم جديد كل يوم. ويتوقع الفريق أن يكون لديه حوالي 1.3 مليون مستخدم على النظام الأساسي بحلول نهاية عام 2020، متجاوزًا هدفهم البالغ مليون مستخدم.


ويتم استخدام التطبيق الآن ليس فقط من قبل الأطفال المحرومين أو غير الملتحقين بالمدارس، وهم شريحة الهدف الأولي لتطبيق "تعليم آباد"، ولكن عبر الطيف الاجتماعي والاقتصادي الأكبر في دولة باكستان.

يصرح ياسين قائلاً "أعتقد أننا أصبحنا غير جازمين إلى حد كبير في السنوات الأربع إلى الخمس الماضية بشأن مجرد التأكد أن التعلم الجيد والجذاب - الذي قد لا يكون متاحًا حتى للأطفال الذين يدرسون في مدارس خاصة باهظة الثمن - أصبح متاحًا للجميع. وقد طور ذلك من رؤيتنا لبرنامج تعليم آباد."

بمرور الوقت، وخاصة خلال الجائحة المستمرة، علم فريق تعليم آباد أن محتواه لا يحتاج إلى أن يقتصر على المنهج الوطني فحسب، حيث يتم استخدامه للتعلم من قبل الناس من جميع الأعمار والخلفيات، بدءًا من الأمهات اللواتي لم يذهبن أبدًا إلى المدرسة للعائلات الناطقة باللغة الإنجليزية ويريدون فقط أن يتعلم أطفالهم اللغة الأردية.

يوسع تطبيق تعليم آباد حاليًا من محتواه ليشمل مقاطع فيديو حول التعلم الاجتماعي والعاطفي والأخلاق، بالإضافة إلى الوعي العام بالفيروس التاجي للأطفال. ويعكف الفريق أيضًا على ترجمة محتواه إلى لغات إقليمية عدة، وإضافة مقاطع فيديو بلغة الباشتو لاستهداف الطلاب من أفغانستان أيضًا.

أشار شاه زاد أيضًا إلى أهمية استخدام النطاق الواسع للتعلم الإلكتروني للتواصل في إطار عملية الترويج لمحتوى جيد لا يقتصر على التعلم التقليدي في الصفوف الدراسية أو الموضوعات البحتة الموجودة ضمن المناهج الدراسية. وتقدم شركة منصة المعرفة أيضًا دروسًا في محو الأمية المالية وريادة الأعمال الصغيرة.

في حين أن أحدًا لا يمكنه الجزم بالشكل الذي سيكون عليه التعليم بعد الفيروس التاجي، اتفق ياسين وشاه زاد على أنه حتمًا لن يكون كما كان من قبل. وأضاف شاه زاد: "عندما يعود الطلاب إلى الصفوف الدراسية فستحدث ضجة كبيرة، إذا حاول المعلمون التدريس بالطرق التقليدية. فربما يكون هذا الفيروس قد حول مسار التطور في التعليم إلى ثورة حقيقية".

قصص ذات صلة