للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
تقول راشيل ماكدونيل باحثة في مجال المياه أن الحلول العابرة للحدود والفهم الحقيقي لقيمة المياه أمران مهمان
ليس النقص في المياه هو ما يؤثر على الطريقة التي تدار بها إحدى أغلى الموارد في العالم في دولة مثل قطر فحسب. فوفقًا لما أكدته إحدى الباحثات التي سلطت الضوء على التبخر واحتياجات السكان المتزايدين، كعوامل رئيسية في الأزمات العالمية المتنامية للمياه، خلال زيارة لمؤسسة قطر.
وخلال زيارتها لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، عضو في قطاع البحوث والتطوير والابتكار بمؤسسة قطر، قدمت راشيل ماكدونيل، مدير البرنامج الاستراتيجي، للمياه وتغير المناخ في المعهد الدولي لإدارة المياه، آرائها ووجهة نظرها حول تحديات المياة التي تواجهها المنطقة والعالم.
وقالت ماكدونيل: "أحد التحديات الكبرى التي نواجهها هي التبخر، نحن نعلم أنه عندما نضع الماء في حدائقنا أو في المساحات الخضراء، ستكون لدينا خسائر كبيرة بسبب أشعة الشمس القوية والهواء الجاف. وهذا بحد ذاته، تحد حقيقي في كيفية إدارة المياه".
يتوقعون بأنه يجب أن تكون المياه متاحة بسهولة لمدة 365 يومًا في السنة. مما يعني عدم وجود فهم للمياه لدى الأفراد باعتبارها موردًا ثمينًا.
وتابعت: " وثمة تحد كبير آخر يتمثل في أن عدد السكان لدينا في تزايد مستمر، كما أنهم يستخدمون كميات أكبر من المياه مقارنة بالأجيال السابقة، ويتوقعون بأنه يجب أن تكون المياه متاحة بسهولة لمدة 365 يومًا في السنة. مما يعني عدم وجود فهم للمياه لدى الأفراد باعتبارها موردًا ثمينًا".
تعتقد ماكدونيل أن هناك حاجة إلى "تعزيز المشاركة والتفكير في قيمة المياه في الأراضي الجافة". وأشارت إلى أن هناك بعض الدراسات تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ستصبح أكثر حرارة في المستقبل القريب، ومن الضروري أن تعبر حلول الأمن المائي الحدود وتصبح إقليمية.
نحن بحاجة إلى أن ننظر بعناية أكبر في كيفية استخدام احتياطاتنا من المياه، وتوليد موارد مائية جديدة من خلال التقنيات المتطورة
وأضحت ماكدونيل: "ما نعرفه من نماذج تغير المناخ هو أن المنطقة ستزداد حرارة، وبالتالي أكثر جفافًا، وهذا يعني أن نسبة توفر المياه لدينا سوف تنخفض". وتابعت: "نحن بحاجة إلى أن ننظر بعناية أكبر في كيفية استخدام احتياطاتنا من المياه، وتوليد موارد مائية جديدة من خلال التقنيات المتطورة، مثل الطرق الحديثة لتحلية المياه".
وقد طبقت حلول مبتكرة في عدد من المناطق حول العالم، مثل أستراليا وجنوب إفريقيا وكاليفورنيا، التي تواجه تحديات مماثلة ناتجة عن بيئات مماثلة، حيث طبقت هذه المناطق أنظمة الأراضي الجافة لتلبية احتياجاتها من إدارة المياه، وتعتقد ماكدونيل أن هناك حاجة لمشاركة هذه الأفكار والتقنيات من أجل إيجاد حلول جماعية معولمة".
راشيل ماكدونيل تقول إن هناك حاجة لإدارة أكثر حذرًا لاحتياطيات المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأن الجميع بحاجة إلى إدراك مدى أهمية المياه وقيمتها.
وقالت ماكدونيل: "دول الخليج لها دور حقيقي تلعبه، نظرًا لنهجهم في التشجيع على الابتكار، كما يمكنهم أن يكونوا قادة عالميين في أنظمة شبكات المياه والغذاء للأراضي الجافة، وتقديم الحلول، لأن تغير المناخ بدء في التأثير على المناطق وجعلها قاحلة وجافة".
وبينما تلعب العلوم والتكنولوجيا والسياسات الحكومية دورًا كبيرًا في معالجة أزمات المياه، أكدت ماكدونيل أنه يجب تشجيع استخدام المعارف الثقافية أيضًا.
واختتمت ماكدونيل، قائلًة: " كان أجدادنا يقدرون المياه والغذاء والموارد التي لم تكن متوفرة بسهولة، وعلينا أن نغرس هذه الروح في الأجيال القادمة. في بعض الثقافات، يُنظر إلى المياه على أنها نعمة، بينما يشيرون في ثقافات أخرى إلى المياه على أنها عنصر للحياة، ومن المهم نقل ذلك للأجيال في المستقبل".