إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
26 April 2020

الباحثة القطرية هنادي آل ثاني: "يبدو لنا أن جودة الهواء الذي نتنفسه أمر مسلم به"

مشاركة

مصدر الصورة: Warren Field، عبر موقع Shutterstock

مرشحة لنيل درجة الدكتوراه بإحدى جامعات مؤسسة قطر تتحدث عن المساهمة في بناء بيئة مستدامة في قطر

قد يسبب تلوث الهواء الضرر للإنسان والبيئة، لكنه قد يصبح مميتًا مع وجود جائحة عالمية لفيروس يهاجم الرئتين، ومع إعطاء الأولوية لجودة المياه، يبدو أن جودة الهواء الذي نتنفسه أمر مُسلم به. ووفقًا لما قالته هنادي آل ثاني، تسبب الهواء الملوث في وفاة الملايين من مختلف أنحاء العالم، ويرتبط عدد كبير من الوفيات الناجمة عن "كوفيد-19" بالظروف الصحية الموجودة مسبقًا والمشابهة للأمراض التي يسببها تلوث الهواء.

أظهرت الدراسات أنه على مدى السنوات الماضية، كانت نوعية الهواء في قطر، وخاصة في مراكز المدن الرئيسية تتدهور بسبب التصنيع السريع والتقدم العمراني وزيادة حركة المرور، من المعروف أيضًا أن مناخ قطر ملئ بالغبار، والبحوث التي تعمل عليها هنادي آل ثاني تبين العلاقة الوثيقة بتأثير ذلك على صحة الإنسان والبيئة.

اكتشفنا أن 60 في المائة من هذا الغبار يأتي من الموارد الطبيعية بينما يأتي الباقي من الأنشطة البشرية مثل وسائل التنقل وأعمال البناء، وفي حين أن المصادر الطبيعية للغبار قد لا تفرض آثارًا صحية حرجة، إلا أنها لا تزال تحفز الحساسية، مثل الربو، لدى عدد كبير من الأطفال والبالغين.

هنادي آل ثاني

وفي هذا الصدد، تقول آل ثاني: "اكتشفنا أن 60 في المائة من هذا الغبار يأتي من الموارد الطبيعية بينما يأتي الباقي من الأنشطة البشرية مثل وسائل التنقل وأعمال البناء، وفي حين أن المصادر الطبيعية للغبار قد لا تفرض آثارًا صحية حرجة، إلا أنها لا تزال تحفز الحساسية، مثل الربو، لدى عدد كبير من الأطفال والبالغين".

أضافت آل ثاني، المرشحة لنيل شهادة الدكتوراة في برنامج البيئة المستدامة بجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: "لقد قدمنا توصيات بعدد من السياسات والحلول المستدامة للحد من مشاكل تلوث الهواء في المناطق الحضرية أو ذات النطاق العمراني، بما في ذلك زراعة أنواع معينة من الأشجار التي أثبتت كفاءتها على تعزيز جودة الهواء مثل أشجار السمر والسدرة. وهذه النتائج يمكن تطبيقها في دول أخرى ذات المناخ الصحراوي أيضًا".

تابعت آل ثاني: "في الوقت الحالي، مع تفشي الوباء الذي يجبر الجميع على البقاء في منازلهم، تحسنت جودة الهواء في أجزاء مختلفة من العالم. على سبيل المثال، أظهرت صور الأقمار الصناعية للصين، انخفاضًا كبيرًا في تلوث الهواء. وقد أظهر البحث انخفاضًا حادًا في تركيز ثاني أكسيد النيتروجين مقارنة ببداية شهر يناير عندما كانت محطات الطاقة تعمل في مستوياتها الطبيعية في المواقع الصناعية".

فيما يتعلق بدولة قطر، قالت آل ثاني: "انخفضت حركة المرور في دولة قطر إلى حد كبير بسبب الإجراءات الاحترازية، والعمل عن بعد، وإغلاق مراكز التسوق والأماكن الترفيهية، وسيكون لهذا تأثير كبير على جودة الهواء، كتقليل الانبعاثات الضارة أقل بكثير من المستويات العادية. بالتالي، من المتوقع أن يقلّ عدد حالات الربو وحالات الطوارئ إلى المستشفيات بسبب أمراض الجهاز التنفسي المتعلقة بالغبار".

لكن يبقى السؤال المطروح، إذا تحسنت جودة الهواء في ظل فترة الحجر المنزلي، فهل هناك دروس يمكن تعلمها من أجل الإجراءات والسياسات المستقبلية؟ في هذا الصدد تعلق آل ثاني: "هذه نقطة مهمة للغاية يجب تسليط الضوء عليها، وعلى الرغم من أن الوضع الحالي أدى إلى تحسين جودة الهواء في قطر وأماكن أخرى حول العالم، إلا أن ذلك ساعدنا على تعلم العديد من الدروس في ظل تفشي فيروس كوفيد-19".

لا توجد صيغة مثالية للموازنة بين دورنا كأمهات والعديد من الإلتزامات الأخرى التي لدينا، وإن وجدت، كانت ستخفف الكثير من التحديات التي تواجهها الأمهات

هنادي آل ثاني

تابعت آل ثاني:" الدرس الأول هو أنه يمكننا إتمام العمل والتعلم عن بعد بنجاح، إضافة إلى ذلك، يجب على الأفراد الحرص والمحافظة على النظافة بشكل دائم، وترك مسافة آمنه بينهم وبين الآخرين أثناء التسوق لشراء المستلزمات الضرورية".

أشارت آل ثاني إلى أنه على الرغم من أن التأثيرات طويلة المدى لا يمكن التنبؤ بها، خاصة إذا عادت الحياة إلى طبيعتها بمجرد انتهاء الأزمة، إلا أنه من مسؤولية الحكومات تنفيذ تدابير صارمة على استخدام وسائل النقل والممارسات الأخرى الملوثة للانبعاثات بحيث يتم تحقيق التوازن بين الإنتاجية وجودة الهواء.

بصفتها فردًا في الصفوف الأمامية لإجراء أبحاث تساهم في جعل دولة قطر أكثر استدامة، وكأمّ لأربعة أطفال وباحثة، كانت رؤية آل ثاني لنفسها تتلخص في المساهمة في بناء بيئة مستدامة في قطر. وتقول: "هذا ما كنت أسعى للقيام به دائمًا، وهذه فقط البداية بالنسبة لي، حيث أنني أطمح إلى توسيع نطاق بحثي".

لكن من المؤكد أن مساهمتها تأتي مع مهمة صعبة، وهي موازنة حياتها العملية وحياتها الشخصية، وحول هذا الموضوع قالت آل ثاني: "لا توجد صيغة مثالية للموازنة بين دورنا كأمهات والعديد من الإلتزامات الأخرى التي لدينا، وإن وجدت، كانت ستخفف الكثير من التحديات التي تواجهها الأمهات، في بعض الأحيان أتمنى أن تكون هناك 30 ساعة بدلاً من 24 في اليوم الواحد، لكنني أبذل قصارى جهدي للاستفادة قدر المستطاع من الوقت

المتاح". وتابعت: "خير الأمور أوسطها، وهو شيء تعلمته جيدًا، حيث أنني قد لا أقضي وقتًا كافيًا مع أطفالي للقيام بالأنشطة كل يوم، لكني سأحرص على تعويضهم لذلك خلال عطلات نهاية الأسبوع".

أضافت آل ثاني: "إن الاهتمام في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ينمو في الوقت الحاضر مع كل الأمور الجديدة والمدهشة، وأود أن يستكشفها أطفالي، ولا توجد طريقة أفضل لتشجيعهم على ذلك من القيام بذلك بنفسي أولاً".

مصدر الصورة: MikeChappazo، عبر موقع Shutterstock

حصلت هنادي آل ثاني العديد من الجوائز لدراستها البحثية المتعلقة بالخصائص الفيزيائية والكيميائية لعينات من الجسيمات العالقة في الهواء التي جُمِعَت من مناطق مختلفة في الدوحة. مع انضمام المزيد من النساء إلى قطاعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في جميع أنحاء العالم، تأمل آل ثاني أن تلتحق المزيد من الباحثات القطريات لهذه القائمة العالمية المتنامية.

اختتمت قائلًة: "أقول لكل من يرغب في إجراء أبحاث، إنه عمل شاق، ستكون هناك الكثير من التحديات، وقد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً، لكن يجب دائمًا أن ننظر إلى الفائدة التي ستعود منها على بلادنا والعالم، فقد تكون هذه وسيلتنا لتغيير الطريقة التي ننظر بها إلى أشياء معينة، فهذه الأبحاث لها تأثير وقد تحدث تغيير، كل ما علينا فعله طرح الأسئلة الصحيحة والعمل بمهنية".

من خلال عملها، لا تسعى آل ثاني فقط لإلهام النساء فحسب، بل تأمل أن يصبح الرجال القطريين باحثين ومساهمين في تغييرات العالم.

قصص ذات صلة