للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
وسط جائحة كوفيد-19، تحمّل المعلّمات مسؤوليات متزايدة. مصدر الصورة: شاترستوك
مصدر الصورة: Prostock-studio، عبر موقع Shutterstockبمناسبة اليوم العالمي للمرأة، معلّمات قطريات من أكاديمية قطر – السدرة بمؤسسة قطر، يُشاركن تجاربهن في العمل من المنزل خلال الجائحة وتعدد مسؤولياتهنّ
مضى أكثر من عام على بداية جائحة كوفيد-19. وخلال هذه الفترة، واجهت النساء في شتى أنحاء العالم تحديات غير مسبوقة للتوفيق بين أدوارهن المتعددة في إطار العمل، والأسرة، ورعاية الأطفال. ويُعد اليوم العالمي للمرأة الذي يُحتفل به سنويًا منذ أكثر من قرن بتاريخ 8 مارس فرصةً للاعتراف بدور المرأة في هذا العام الاستثنائي، والمسؤوليات المتزايدة التي تتحملها.
واجهت المعلّمات تحديات لتحقيق التوازن بين أدوراهن كمعلّمات وأمهات خلال فترة العمل من المنزل. مصدر الصورة: شاترستوك. مصدر الصورة: Prostock-studio، عبر موقع Shutterstock
في ظل الواقع الجديد الذي فرضته الجائحة منذ بدايتها، باتت فكرة التعليم من المنزل "وضعًا طبيعيًا" نتعايش معه كلّ يوم. هذا بحد ذاته كان تحديًا من نوع آخر أمام المرأة، فماذا ستفعل المرأة، الأمّ، المعلّمة مع انتقال التعليم من الصفوف الدراسية إلى العالم الافتراضي بين عشية وضحاها، حيث انقلبت حياة المعلّمات رأسًا على عقب بفترة وجيزة وبسرعة خاطفة، وبات عليهنّ المواءمة بين أدوارهن كأمهات يعلّمن أطفالهنّ من المنزل إضافة إلى أداء رسالتهن كمُعلمات.
كان من الصعب تعويد الأطفال على الجلوس أمام الشاشات وتلقي الدروس عبر الإنترنت والإصغاء للمُعلم دون أن يتشتت انتباههم
واجهت العنود الحنزاب، معلّمة في مرحلة الروضة بأكاديمية قطر – السدرة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وهي تمارس مدرّسة منذ أكثر من 8 سنوات ضغوطات هائلة مع بداية تفشي الوباء كونها أم لثلاثة أطفال في مرحلة الروضة والصف الأول والصف الثاني، حيث أنهم لا زالوا غير قادرين على الاعتماد على أنفسهم بشكل كامل في هذه المرحلة المبكرة.
وتقول: "كان عليّ أن أكون إلى جانبهم طوال الوقت، وأن أساعدهم على الانضمام إلى الدروس عبر الإنترنت وأشرف عليهم، وفي نفس الوقت، أن أعتني بطلابي وأتواصل معهم باستمرار. كان من الصعب تعويد الأطفال على الجلوس أمام الشاشات وتلقي الدروس عبر الإنترنت والإصغاء للمُعلم دون أن يتشتت انتباههم".
تضيف: "في كثير من الأحيان، كنت أيضًا أتلقى استفسارات من أولياء الأمور على مدار اليوم لأن عملية التعليم عن بُعد كانت جديدة بالنسبة لهم. كان ذلك أمرًا صعبًا ويتطلب جهدًا يفوق ما كنت أبذله كمعلّمة قبل الجائحة".
تؤمن الحنزاب أن التعليم أكثر من مجرد نقل المعلومات، بل هو يعتمد على التواصل والتفاعل بين المعلم والطالب، والبيئة المدرسية، وتقول: "أكثر ما كان يثير قلقي هو ضمان استفادة الطلاب عن بُعد من الدروس كما لو أنهم في الصف الدراسي وبطريقة لا تختلف عن أقرانهم الذين سبقوهم قبل الجائحة. لذلك كان عليّ أن ابتكر طرق ووسائل تعليمية جديدة دائمًا".
وقد باشرت مدارس مؤسسة قطر نظام التعليم عن بُعد في أعقاب تفشي جائحة كوفيد-19 في العالم، ومكّنت الطلاب من مواصلة مسيرتهم التعليمية في بيئة إلكترونية تتيح التواصل بين المعلّمين والطلاب وأولياء الأمور، وفي هذا الصدد تقول آل شافي: "مع مرور الوقت، تأقلمنا مع الوضع الجديد وبدأ الطلاب في التأقلم على المتغيرات. وتمكّنت من تنسيق مهامي وأصبحت أكثر تنظيمًا. وبات الأمر أكثر سهولة مع التعليم المدمج. وبالنسبة لأطفالي، فقد بدأوا في الاعتماد على أنفسهم شيئًا فشيئًا، ولاحظت أن الأطفال باتوا أكثر حرصًا على الالتزام بالدروس عن بُعد مع الممارسة".
بالنسبة لأطفالي، فقد بدأوا في الاعتماد على أنفسهم شيئًا فشيئًا، ولاحظت أنهم باتوا أكثر حرصًا على الالتزام بالدروس عن بُعد مع الممارسة
ورغم كلّ الأعباء التي تحملتها الحنزاب على غرار غيرها من المعلّمات والأمهات، أكّدت أنّ هذه التجربة برهنت للعالم بأسره أن المرأة قادرة على أن تحقق كلّ شيء وذلك لأنها تأخذ هذه المسؤوليات على عاتقها بدافع الحب. وقالت: "المرأة - سواء كانت معلّمة أو أم أو غيرها- لها رسالة سامية جدًا في الحياة، ومهما كانت المسؤولية كبيرة، فنحن نقدّم كلّ ما لدينا بحب وتضحية وإخلاص".
تابعت: "رسالتي لكل امرأة أو أم أو معلّمة هي أن تتحلّى بالصبر، وتواصل العطاء، وأن تحاول استكشاف سُبل جديدة لتطوير نفسها من خلال الاستفادة من التكنولوجيا، واستخدام المنصات التعليمية التي تساعد الطفل على التعلم وتعزز قدرة الأم على تدريس أطفالها".
أما نجلاء آل شافي، مادة اللغة العربية والتربية الإسلامية لمرحلة الروضة في أكاديمية قطر – السدرة، والتي تمارس مهنة التدريس منذ ثمان سنوات، كان التحدي الأكبر بالنسبة لها يكمن في "الحفاظ على بيئة تعليمية محفزة مليئة بالمتعة والفائدة التي توفرها مؤسسة قطر والتي تقدم للطلاب المعلومات بطريقة شائقة ومبتكرة وتمكنهم من التعلم خاصة مع غياب البيئة الصفية المحفزة والتفاعل المباشر بين الطالب والمعلّم. إضافةً إلى "تحديات متعلقة بتغيب الطلاب عن الصفوف الدراسية الإلكترونية، وتلك التحديات المرتبطة بعمل الإنترنت لدى الأسر".
مسؤولية التعليم عظيمة، تحتاج منا لصبر وإخلاص وعطاء بلا حدود، وأن نواصل تطوير أنفسنا
لم يكن نقل العملية التعليمية من صورتها التقليدية في الصفوف الدراسية إلى الفضاء الإلكتروني بالأمر السهل، إلا أن آل شافي أكّدت أن الاستعداد المسبق للأكاديمية كمدرسة تابعة لمؤسسة قطر واعتماد منهاجها بصورة كبيرة على الوسائل الإلكترونية جعل عملية الانتقال أكثر سلاسة ويُسرًا.
وتقول: "لقد طورنا مهارات طلابنا قبل الجائحة مما مكنهم من استخدام تقنيات التعلّم عن بُعد بطرق سهلة وميسرة. كما أن جميع أبنائي ينتسبون لمدارس أكاديمية قطر العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وتتاح لهم نفس الإمكانات، وهذا جعل الأمر أسهل بالنسبة لي، كما كنت أقوم دائمًا بالإشراف عليهم ومتابعتهم وتوضيح ما هو صعب".
أشارت المعلّمات في مدارس مؤسسة قطر إلى أن العام الماضي مكّن الطلاب من تولي مسؤولية تعليمهم.
بالنسبة لآل شافي، هذه التجربة الجديدة والفريدة من نوعها لم تخل من جانب مشرق، فقد تركت بصمة إيجابية، وكانت لها آثار سيتحدث عنها العالم لسنوات طوال ويتناقلها الناس عبر الأجيال.
وتقول: "مسؤولية التعليم عظيمة، تحتاج منا لصبر وإخلاص وعطاء بلا حدود، وأن نواصل تطوير أنفسنا بحيث نتكيّف مع المتغيرات ونكيّف طلابنا على كل حدث جديد طارئ. لقد مكّنت هذه التجربة الطالب من تحمّل مسؤولية التعليم وعززت شعوره بمسؤوليته تجاه نفسه".