للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
انطلقت حملات للتبرع في مختلف أنحاء قطر، كان أبرزها حملة " بيروت في قلوبنا
طلاب مؤسسة قطر يساهمون في دعم المتضررين من انفجار مرفأ بيروت من خلال حملات تضامنية
"ليس الزجاج المتناثر في أرجاء منزلنا ولا الأثاث المتحطم، ولا الأشياء المبعثرة والفوضى التي عمّت كل الزوايا، هي ما كسر قلبي، فخارج منزلنا الذي يبعد بضع كيلومترات عن موقع انفجار مرفأ بيروت، مشاهد أشد إيلامًا وأكثر قسوة، خلّفت، في قلوب الملايين جروحًا لن تشفى أبدًا".
تتحدث ريا الصيادي، الطالبة اللبنانية في جامعة نورثوسترن في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، عن الانفجار الذي حصل في بيروت مؤخرًا، مؤكدًة أنه كان بمثابة صدمة كبيرة ومؤلمة، ولأنها لم تكن حينها متواجدة في بلدها الأم، بل في قطر حيث تستقر، فقد انتابها شعورٌ عميقٌ بالذنب والعجز.
ريا الصيادي
إليسا قداس
تقول ريا:" كنت أعيد مشهد الانفجار مرارًا وتكرارًا وكأنني لا أصدق ما يجري، لم أتمكن من الاطمئنان على أهلي إلا بعد محاولات عدة، حيث شعرت بأن الشلل قد أصاب يديّ بسبب الخوف من سماع أي أنباء مؤسفة، ليتبين أنهم غادروا المنزل قبل وقوع الانفجار، ولم يصب أي منهم بأذى".
تتابع:" لكنني علمت أن ابن عمي، لدى خروجه من أحد النوادي الرياضية، أصيب جراء تطاير قطع من الزجاج المتكسر، كانت تلك المرة الأولى التي سمعته يبكي يائسًا وقال لي:" لن أبقى في هذا البلد أبدًا، نحن نموت كل يوم ألف مرة".
تتساءل ريا عمّا إذا كان لا يزال بإمكانها أن تعود إلى وطنها يومًا ما، وإنشاء أسرة ينعم أطفالها بالعيش مع جدتهم وأقاربهم وبناء الذكريات في وطنهم، ففي ظل الواقع الحالي، يشوب مستقبل الشباب اللبناني الغموض، حيث" لا نعرف إلى أين نتجه، وأي خيبات تنتظرنا بعد"، على حدّ قولها.
لا تختلف مشاعر الطالبة اللبنانية إليسا قداس من جامعة نورثوسترن في قطر، عن مشاعر زميلتها.
وجدنا أنفسنا أمام كارثة تتسبب في مقتل مئات الضحايا واصابة الآلاف، وتدمير منازلهم وتشردهم
تقول إليسا:" في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، نجد أنفسنا أمام كارثة تتسبب في مقتل مئات الضحايا واصابة الآلاف، وتدمير منازلهم وتشردهم، مرّة أخرى، يدفع اللبنانيون ثمنًا باهظًا نتيجة أخطاء يرتكبها من يفترض أنهم مسؤولون عن حمايتهم، هذا واقع مؤلم".
تؤكد إليسا أنها قلقة على مستقبل بلادها وشعبها، وتتساءل ما إذا كانوا سيتعافون يومًا من تبعات هذا الانفجار، لكنها تؤمن أن التغيير الذي يفترض أن يقوده الشباب، هو وحده الكفيل بإعادة الحلم للشباب اللبناني، لتعود معه بيروت كما كانت دائمًا" أم الدنيا".
حملة تبرع
لم تقبل اليسا وريا أن تقفا مكتوفتا الأيدي تجاه ما يحصل في بلدهما، بل قررتا تنظيم حملة تبرع للمتضررين من الانفجار، شارك فيها طلاب من مؤسسة قطر، وأبناء من الجالية اللبنانية والجاليات العربية في دولة قطر.
لقد ساهمنا إلى جانب العديد من زملائنا في المدينة التعليمية بتنظيم حملة تبرعات شملت أدوية، مواد غذائية، ملابس، كما جمعنا تبرعات مادية، وأرسلناها إلى بيروت
تقول ريا الصيادي: "انطلاقًا من إيماننا بدورنا كشباب في المشاركة بقضايا مجتمعنا وإحداث تغيير، فقد ساهمنا إلى جانب العديد من زملائنا في المدينة التعليمية بتنظيم حملة تبرعات شملت أدوية، مواد غذائية، ملابس، كما جمعنا تبرعات مادية، وقمنا بتسليمها لجمعية الهلال الأحمر القطري لدعمهم في تقديم المساعدات العينية والطبية للمتضررين".
تضيف اليسا قداس:" لقد تبرعنا بشكل مباشر إلى الصليب الأحمر اللبناني، ومراكز طبية في لبنان، وشاركنا في الحملات التي نُظمت في الدوحة لدعم بيروت، حيث أضأنا الشموع، كما أنشأنا موقعًا الكترونيًا خاصًا لجمع التبرعات، واستخدمنا منصاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بحجم التأثير الذي أحدثه هذا الانفجار على الأفراد وبأهمية الوقوف إلى جانبهم في هذا الوقت العصيب".
أن نرى الأعلام اللبنانية في كل مكان في الدوحة، هو شعور لا يمكن وصفه، لقد شعرنا أننا في وطننا
وتؤكد الطالبتان أن التفاعل من قبل الطلاب وأفراد المجتمع من مختلف الجنسيات كان كبيرًا، حيث أبدى الجميع تضامنهم اللامحدود".
لبنان في قلب قطر
انطلقت حملات للتبرع في مختلف أنحاء قطر، كان أبرزها حملة " بيروت في قلوبنا"، هذا بالإضافة الى الدعم المعنوي والتعاطف الكبير من كافة أبناء المجتمع القطري.
تقول اليسا:" لقد جعلني الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة القطرية لإعانة الشعب اللبناني أشعر بامتنان كبير لهذا البلد الذي عشت فيه طوال حياتي والذي أعتبره وطني الثاني".
وتعلق ريا بالقول:" أن نرى الأعلام اللبنانية في كل مكان في الدوحة، هو شعور لا يمكن وصفه، لقد شعرنا أننا في وطننا".
وفي حين تحاول بيروت أن تنهض من تحت الركام، وبينما تنتظر من يرمم جراحها وجراح أهلها، يتساءل الجميع:" ماذا فعلنا لبيروت؟ كيف حولناها من مدينة تنبض بالحياة إلى كومة من ركام؟"
تجيب ريا:" بيروت التي قضيت طفولتي ومراحل جميلة من شبابي فيها، تخبئ ذكرياتي الرائعة مع أسرتي وأصدقائي، ففي مقاهيها المطلة على البحر جلسنا، وفي شوارعها الحيوية التقينا وتحدثنا، بيروت ستظل جميلة في ذاكرتنا إلى أن نعيدها أجمل مما كانت".
تؤكد إليسا:" نحن الشباب نبذل جهدنا لتعزيز معارفنا ووعينا كي نسهم في حل قضايا مجتمعنا، ولأننا نملك قدرات عالية وأحلام كبيرة، سنبني بيروت من جديد وسنعيد إليها الحلم".