إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
18 June 2019

حين يمكّننا الماضي من الحاضر

مشاركة

الحفاظ على تراث قطر وتاريخها يعزز الهوية الوطنية لدى الشباب في قطر

تلعب التكنولوجيا في يومنا الحاضر دورًا مهمًا في بناء الجسور الثقافية بين الشعوب والحضارات، وبينما يوجد العديد من الناس الذين يؤيدون العولمة، إلا أن هناك شريحة واسعة من الناس أيضًا تسعى للحفاظ على ثقافة أوطانها وتراثها، وذلك من خلال تحقيق التوازن بين تقاليد الماضي وتطورات المستقبل.

إن ثقافة الأمة وتراثها تعكس القيم والطموحات والمعتقدات التي تؤدي دور هام في تحديد الهوية الوطنية للشعوب، فهي تقوم بتشكيل قالبها، وتجعلها راسخة في مكانها وصامدة أمام التغيرات. وبالتالي، فإنه من الضروري الحفاظ على ما تكنزه الشعوب من تراث وثقافة. تؤمن مؤسسة قطر بأن التقدم الحقيقي للمجتمعات يحدث عندما ترتبط الشعوب بهويتها، وخاصة فئة الشباب منهم. ومثال جلّي على ذلك، الشابة مريم آل ثاني.

لقد حرصت مريم آل ثاني على معرفة المزيد عن تاريخ وطنها، من خلال رحلتها التعليمية في مؤسسة قطر، إذ أكملت مريم تعليمها في مؤسسة قطر، بدءًا من أكاديمية قطر - الدوحة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في المؤسسة، ومن ثم جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، وصولًا إلى كلية لندن الجامعية قطر حيث أكملت دراستها العليا.

شيماء شريف، منسق التواصل المجتمعي في كلية لندن الجامعية قطر

بداية الرحلة

أشارت مريم آل ثاني، إلى أنها تدرس تاريخ وثقافات الحضارات الأخرى منذ صغرها، قائلًة: "على الرغم من أن دراستي للآثار التاريخية لثقافات وحضارات مختلفة أغنت معرفتي، إلا أن الآثار التاريخية في قطر لم تكن مذكورة بالقدر الكافي في بعض كتب التاريخ المدرسية، أو حتى في المناهج الدراسية والمتاحف، مما أثر عليَّ". وأضافت: "أدركت أن ثقافة الآثار في دولة قطر كانت تنتقل بين الأجيال بشكل لفظي فقط، وغير موثقة، لذلك شعرتُ بأنه من واجبي، وواجب الشباب أن نضمن توثيق تاريخنا والحفاظ عليه للأجيال القادمة".

أثناء تواجدها في كلية لندن الجامعية قطر، تعرفت مريم على مشروع بعنوان "أصول الدوحة وقطر"، يسعى للكشف عن تاريخ قطر، وهو ممول من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، يقوده الدكتور روبرت كارتر، بروفيسور علم آثار المنطقة العربية والشرق الأوسط بالجامعة.

وقالت: "في الواقع، كان اهتمامي بهذا المشروع يعتمد ببساطة على حقيقة أن تاريخ قطر هو في طور الاستكشاف، فقد كنت متحمسة جدًا للانضمام للمشروع، إذ إنني رأيت فرصة للمشاركة في عملية توثيق تاريخنا، إضافة إلى رفع الوعي حول هذا المشروع في نفس الوقت".

كان ذلك قبل ثلاث سنوات، ومن ثم تخرّجت مريم آل ثاني من كلية لندن الجامعية قطر عام 2018، وحصلت على درجة الماجستير في المتاحف والمعارض، واستمرت بالعمل كباحثة متطوعة في الجامعة، مكرسة جهودها نحو استكشاف تاريخ وطنها، وذلك لضمان انتقال المعلومات التي لم تكن متوفرة لها خلال فترة نشأتها إلى شباب قطر.

الدكتور روبرت كارتر، بروفيسور علم آثار المنطقة العربية والشرق الأوسط في كلية لندن الجامعية قطر

المشروع

خلال السنوات القليلة الماضية، عملت مريم إلى جانب كلّ من آني روبوثم، رئيس التواصل المجتمعي في كلية لندن الجامعية قطر، وشيماء شريف، منسق التواصل المجتمعي في كلية لندن الجامعية قطر، والدكتور روبرت كارتر لنقل تاريخ قطر إلى أكبر قدر ممكن من طلاب قطر.

وبعد مناقشة أفضل السبل لتحقيق ذلك، استخلص الفريق أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك هي أن يقوموا بإصدار ملف تعريفي مصور، ودليل للمعلمين، يتضمن عرض نتائجهم بطريقة بسيطة وجذابة.

وقد تم إصدار الملف التعريفي المصور، تحت عنوان "أصول الدوحة وقطر، المنازل القطرية التقليدية"، ودليل المعلمين المصاحب له، عبر الإنترنت في فبراير 2019، ويمكن لأفراد المجتمع الاطلاع عليه. وحول ذلك، قالت مريم آل ثاني: "إن الاستجابة التي تلقيناها من المعلمين والطلاب الذين استخدموا الملف التعريفي المصور ودليل المعلمين المرفق به، كانت هائلة، فقد شاركنا المعلمون من جميع أنحاء الدولة، آراءهم، مشددين على حماس طلابهم لمعرفة المزيد حول: كيف عاش أجدادهم، وماذا كانوا يأكلون ونوعية الملابس التي كانوا يرتدونها".

تستكمل نتائج هذا المجال من البحوث، الممول من مؤسسة قطر، جهود مبادرات أكبر نطاقًا، تضمن ألا تكون موارد وخبرات مؤسسة قطر مستخدمة فقط في تطوير مجالات المستقبل مثل التكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي وعلم الجينوم، بل تُستخدم وبشكل رئيسي في الحفاظ أيضًا على المباني والمواقع التراثية التي تقع داخل المدينة التعليمية. وتشمل هذه المباني البركة المائية التاريخية في الشقب، ومنزل الشيخ عبدالله بن ثاني، ودار آل خاطر.

وفيما يتعلق بالمبنى الأخير، أعربت جواهر محمد آل خاطر، مدير مشاريع تطوير العمل والمشاريع بمؤسسة قطر، عن فخرها برؤية الجهود التي تبذلها المؤسسة للحفاظ على الدار التي عاش فيها والداها وأجدادها، قائلًة: "هذا مثال حقيقي على ادخار مؤسسة قطر لجهودها في المحافظة على تاريخنا، فالدار هي جزء محفور في الذاكرة الحية في قطر، حيث إنه لا يتواجد في الصور فقط". وأضافت: "كمرجع شخصي، إنه مكان أعود إليه ذهنيًا عندما يتحدث والديّ عن ذكرى لهما، على سبيل المثال، عندما يذكر والدي واقعة أو قصة حصلت في مجلس دار آل خاطر، أقوم بتخيّل صورة متكاملة للمكان الذي يتحدث عنه ولطريقة جلوسه، في ذهني".

نورالله فالديولميوس، مهندس معماري أول في إدارة المشاريع الرئيسية بمؤسسة قطر

يؤدي وعي الشباب لتاريخ وطنهم حيث ولدوا ونشأوا، إلى احترام قيم وعادات هذا الوطن بشكل أكبر، كما أن اطلاعهم على التحديات التي واجهها أجدادهم، تُمكنّهم من مواجهة مستقبلهم بعزم

نورالله فالديولميوس

الحفاظ على الماضي

على مدى السنوات الثمانية الماضية، ساعدت نورالله فالديولميوس، مهندس معماري أول في إدارة المشاريع الرئيسية بمؤسسة قطر، وخبيرة في صيانة وترميم المباني التراثية، المؤسسة في التوثيق والمحافظة على الآثار التاريخية داخل المدينة التعليمية، من خلال إعداد خطة رئيسية للحفاظ على هذه الآثار، تستند على ممارسات ومعايير دولية وضعتها كل من اليونسكو، والمجلس الدولي للآثار والمواقع.

وأكدت نورالله فالديولميوس، أن مؤسسة قطر تؤمن بأن توثيق المواقع التراثية والحفاظ عليها داخل المدينة التعليمية هي عناصر أساسية تسهم في تنشئة مواطنين عالميين، ووفقًا لقولها، إن المباني التراثية هي تجسيد للمعرفة المتراكمة التي تساعد المجتمع في الارتباط بمنطقة جغرافية محددة، مشيرًة إلى أن وجود مثل هذه المباني القديمة بجانب جامعات حديثة داخل الحرم الجامعي للمدينة التعليمية، يمنح الشباب منظورا متوازنًا لرحلة قطر بين الماضي والحاضر والمستقبل.

وأوضحت نورالله قائلًة: "يؤدي وعي الشباب لتاريخ وطنهم حيث ولدوا ونشأوا، إلى احترام قيم وعادات هذا الوطن بشكل أكبر، كما أن اطلاعهم على التحديات التي واجهها أجدادهم، تُمكنّهم من مواجهة مستقبلهم بعزم".

وأضافت: "ومن هنا يبدأون بسد الفجوة بين حقبتين مختلفتين من الزمن، والتي هي في الواقع أجيال متلاحقة. ما يجعلهم أكثر اعتزازًا بخلفيتهم الثقافية، وأكثر تقبلًا وتقديرًا لثقافات الآخرين".

تؤمن نورالله، أن تأثير مبادرات مؤسسة قطر يتجاوز مفهوم تعزيز الفهم الثقافي للشباب في قطر، إلى ما هو أبعد من ذلك، حيث يساعدهم في تشكيل هويتهم الوطنية، قائلًة: "تقدم مؤسسة قطر للشباب الأدوات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة ثقافيًا، وتمكنهم من امتلاك القدرة على إرسال رسالة للعالم والقول، بكل ثقة: "نحن أيضًا لدينا تاريخ نفتخر به".

قصص ذات صلة