للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
برنامج قطر جينوم، عضو مؤسسة قطر، هو المساهم الأول والوحيد من المنطقة العربية في الدراسة
يعتبر برنامج قطر جينوم هو المشارك الأول والوحيد من المنطقة العربية في مبادرة العوامل الجينية المضيفة لفيروس (كوفيد-19)، وهي مبادرة عالمية تبحث دور العوامل الجينية المضيفة في قابلية التعرض للإصابة بقيروس كورونا المستجد - المعروف حديثًا بإسم (سارس-كوف-2) - وتحديد مدى خطورته.
لماذا قد يودي فيروس (كوفيد-19) بحياة شاب في عمر السابعة عشر عامًا، لا يعاني من أية مشكلات صحية أخرى، في حين تتعافى سيدة تبلغ من العمر 75 عامًا؟ هذا التباين الشديد في مدى خطورة الحالتين قد يجعل الأمر يبدو وكأنهم لم يصابوا بنفس المرض، إلا أنهم في واقع الأمر كانا مصابين بنفس الفيروس بالفعل. إن أحد أكثر السمات غموضًا لهذا المرض، الذي أودى بحياة أكثر من نصف مليون شخص على مستوى العالم، تتمثل في التباين الكبير في حدة تأثيره على المصابين. فبعض الأشخاص لا تظهر عليهم أعراض المرض على الإطلاق، والبعض الآخر قد يودي المرض بحياتهم والكثير غيرهم تقف حالتهم ما بين هذا وذاك.
الدكتور أندريا جانا
هناك عوامل تلعب دورًا هامًا في تحديد شدة الإصابة بالفيروس مثل العمر والجنس، وأية مشكلات صحية أخرى. ولكن علماء الوراثة يعتقدون أن الاختلاف في شدة المرض قد يُعزى إلى التنوع الطبيعي في الشفرة الوراثية للأشخاص. وقد كان ذلك هو الدافع وراء إطلاق مبادرة العوامل الجينية المضيفة (HGI) بقيادة مارك دالي وأندريا جانا من المعهد الفنلندي للطب الجزيئي (FIMM) وهيئة "برود انستيتيوت" في بوسطن.
تهدف المبادرة إلى توحيد المجتمع العلمي لدراسة دور الجينوم البشري في شرح وتفسير قابلية الإصابة بالفيروس وتباين شدته بين حالة وأخرى. تساهم عشرون دولة حاليًا في الدراسة، ويتم إجراء معظمها في أوروبا بنسبة (55 بالمائة) والولايات المتحدة (28 بالمائة). وتعد أكبر دولتين مساهمتين ببيانات عن الجينوم من أوروبا هما المملكة المتحدة (10 بالمائة) وإيطاليا (9 بالمائة).
تعد مساهمة قطر جينوم في مبادرة (HGI) في غاية الأهمية، لأنها تضيف التنوع للمبادرة وتسلط الضوء على أهمية تضمين المجموعات التي لا يتم تمثيلها عادة في البحث الجيني، ولكنها لا تزال متأثرة بشدة بجائحة (كوفيد-19)
وقد ساهم برنامج قطر جينوم، المشارك الوحيد الفعّال في المبادرة من منطقة الشرق الأوسط بأكثر من 13 ألف نتيجة في مجال الجينوم. قال الدكتور أندريا جانا، الشريك المؤسس لمبادرة (HGI)العوامل الجينية المضيفة لفيروس (كوفيد-19)، وقائد فريق الدراسة في معهد الطب الجزيئي، فنلندا: "تعد مساهمة قطر جينوم في مبادرة (HGI) في غاية الأهمية، لأنها تضيف التنوع للمبادرة وتسلط الضوء على أهمية تضمين المجموعات التي لا يتم تمثيلها عادة في البحث الجيني، ولكنها لا تزال متأثرة بشدة بجائحة (كوفيد-19)".
تظهر نتائج الجولة الأخيرة من الدراسة العالمية أدلة قوية، تثبت أن الوراثة تلعب دورًا هامًا في ما يتعلق بتباين شدة المرض من شخص لآخر. وقد تم تحديد إرتباط قوي بين موقع معين في كروموسوم 3 وأثره على شدة الإصابة بـ (كوفيد-19). حيث يحتوي هذا الموقع من الكروموسوم على ستة جينات؛ وبالتالي، لا يمكن معرفة أي منها تحديدًا يؤثر على مسار فيروس (كوفيد-19). مازالت الدراسات والتحقيقات تجري لتحديد أية جين هو المسؤول عن ذلك.
الآن بعد أن توصلنا لأن العوامل الوراثية تمثل عنصر أساسي في تحديد شدة الإصابة بـ(كوفيد-19)، فإن هذه المعلومات يمكنها أن تساعد قطاع الرعاية الصحية في تحديد المرضى الذي يجب منحهم أولوية الحصول على لقاح بمجرد تطويره
من جانبه، قال الدكتور حمدي مبارك، المتخصص في علم الوراثة، وقائد الفريق المشارك في مبادرة العوامل الجينية المضيفة لفيروس (كوفيد-19) من برنامج قطر جينوم: "إن تلك النتائج مثيرة للإهتمام وقد تم التوصل إليها في وقت حاسم. لدينا الآن موقع مستهدف في الجينوم، والتحدي القادم أمامنا هو محاولة فهم العلاقة التي تربط بين الستة جينات المتواجدة في هذا الموقع وشدة الإصابة بـ(كوفيد-19). فإن تحديد الجين المرتبط بشدة الإصابة سيكون له قيمة هائلة في ما يتعلق بتطوير علاج".
وأضاف: "الآن بعد أن توصلنا لأن العوامل الوراثية تمثل عنصر أساسي في تحديد شدة الإصابة بـ(كوفيد-19)، فإن هذه المعلومات يمكنها أن تساعد قطاع الرعاية الصحية في تحديد المرضى الذي يجب منحهم أولوية الحصول على لقاح بمجرد تطويره".
الدكتور حمدي مبارك
إذا تمكّن الباحثون من تحديد الجين المسؤول عن شدة الإصابة بـ(كوفيد-19)، فقد يمثل ذلك نقطة تحول في ما يتعلق بسرعة تحديد المرضى ذوى الحالات الأكثر خطورة و يحتاجون إلى علاج أقوى من غيرهم. في السابق، حددت تلك الدراسة تباين في موقع آخر من الجينوم البشري. حيث احتوى هذا الموقع على الجين المسؤول عن تحديد فصيلة الدم. على سبيل المثال، تم اكتشاف أن المرضى ذوي فصيلة دم A هم عرضة لخطر أكبر عند إصابتهم بفيروس (كوفيد-19).
إن التنوع في الجينومات المشاركة يشير بقوة إلى أن فيروس (كوفيد-19) يؤثر بشكل عشوائي على السكان من جميع أنحاء العالم
وأضاف الدكتور سعيد إسماعيل مدير برنامج قطر جينوم: "نحن سعداء بمساهمتنا في تلك المبادرة ببيانات الجينوم الخاصة بدولة عربية، والتي أضافت تنوع قيّم للدراسة. فإن التنوع في الجينومات المشاركة يشير بقوة إلى أن فيروس (كوفيد-19) يؤثر بشكل عشوائي على السكان من جميع أنحاء العالم".
تعد مشاركة برنامج قطر جينوم في هذه الدراسة شهادة على التزام مؤسسة قطر بتعزيز إجراء البحوث الهادفة. وتعتبر مبادرة العوامل الوراثية المضيفة لفيروس (كوفيد-19) دليلاً على مدى أهمية البحث في إيجاد طريقة للمضي قدمًا خلال الأوقات الصعبة، وكيف يجب أن يكون البحث مرنًا، وألا تعوقه الحدود المغلقة وقيود السفر. فعلى الرغم من كل التحديات، وجد الباحثون في جميع أنحاء العالم طرقًا للالتقاء، وبناء روابط جديدة والتعاون بشكل لم يسبق له مثيل، وكل ذلك مدفوعًا بهدف واحد مشترك: ألا وهو هزيمة جائحة (كوفيد-19).