للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
الدكتورة أسماء الفضالة، مدير قسم الأبحاث، في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" -إحدى المبادرات العالمية لمؤسسة قطر- تتحدث عن أهمية التعليم الجيد في مراحل الطفولة المبكرة.
بداية، شارك مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز"، أحد مبادرات مؤسسة قطر بفعاليات ندوة "رفاه الطفل في قطر" التي نظمها معهد الدوحة الدولي للأسرة مؤخرًا، أخبرينا عن أهمية مشاركتكم، وأبرز التوصيات؟
لا شك أن انعقاد هذه الندوة والتوصيات المهمة التي نتجت عنها، تأتي في إطار الجهود الرائدة التي نقوم بها كعضو في مؤسسة قطر، إلى جانب الجهود الحثيثة أيضًا التي تقوم بها الجهات المختصة في قطر، في مجال الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية وغيرها، حيث أن مشاركة العديد من الباحثين وصانعي السياسات والممارسين في فعاليات الندوة، أثمر عن نتائج إيجابية وتوصيات مهمة من شأنها أن تسهم في تعزيز رفاه الطفل في دولة قطر.
"نولي أهمية كبيرة لأهم التحديات والتوصيات التي لا بد من الأخذ بها من أجل إحداث التغيير الإيجابي في هذا المجال".
وخلال مشاركتنا، كـمبادرة "وايز" في هذا المؤتمر، ناقشنا رفاه الطفل في التعليم، والذي يعدّ من القضايا التي نوليها أهمية كبيرة في أبحاثنا ونقاشاتنا محليًا وعالميًا، وقد تطرقنا خلال ذلك إلى أهم التحديات والتوصيات التي لا بد من الأخذ بها من أجل إحداث التغيير في هذا المجال، وأهمها دور التعليم في مراحل الطفولة المبكرة والفائدة التي يجنيها المجتمع من ذلك، وضرورة تعزيز بيئة محفزة على النمو والتطور في هذه المرحلة العمرية، وتنظيم برامج ذات جودة عالية يتم تطويرها عبر نظام شامل.
نشر" وايز" دراسات عدة حول التعليم المبكر، ما هي أبرزها، وما النتائج التي توصلتم إليها؟
يعد تقرير "النمو والتطور في مرحلة الطفولة المبكرة في قطر" والذي نشره "وايز" سابقًا والذي تم بالتعاون مع البنك الدولي ووزارة التعليم والتعليم العالي بدولة قطر، من أبرز الدراسات التي تعد دليلًا لصانعي السياسات والباحثين المختصين بمرحلة الطفولة المبكرة للأطفال في دولة قطر.
وقد استعرض هذا التقرير، والذي قام بمراجعته الدكتور ديفيد ويتبريد، مدير العلاقات الخارجية سابقًا في مركز أبحاث اللعب في التعليم والتنمية والتعلم بجامعة كامبريدج، والسيدة جو إليس، مساعد مدير مركز التعليم المبكر في أكاديمية قطر، الذي يندرج تحت قطاع التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، أدلة تجريبية تثبت أن الأطفال الذين يلتحقون ببرامج التعليم في هذه المرحلة بدولة قطر يحققون نتائج أفضل وتتطور مهاراتهم الأكاديمية والاجتماعية والوجدانية بشكل أسرع.
ويعدّ توفير وتمويل التعليم قبل الابتدائي بشكل كامل للأطفال ابتداءً من سن ستة أشهر حتى سبع سنوات، من أهم التوصيات التي تتعلق بسياسات التعليم، بالإضافة إلى ضرورة تدريب العاملين في تعليم الطفولة المبكرة، وأن تتضمن المناهج الدراسية تنمية قدرات الطفل الشفوية المنطوقة وتعزيز وعيهم ودعم مهاراتهم الاجتماعية، كذلك يعد دعم خبرات اللعب البدني والاستكشافي من بين التوصيات أيضًا.
يعد التعليم المبكر بمؤسسة قطر نموذجًا يطبق أغلب ما توصلت إليه البحوث العالمية، وهو يراعي التوصيات التي ذكرتها سابقًا، أخبرينا عن ذلك أكثر؟
لا شك أن مؤسسة قطر رائدة في إجراء البحوث العالمية، وفي أسلوب ابتكار وسائل تعلم جديدة في مدارسها، حيث نجد أن مركز التعليم المبكر يستقبل الأطفال من عمر ستة أشهر، ويزودهم بمهارات التعبير عن الذات، والإبداع، والاستكشاف، ويمدهم بالتجارب الحسية العالية من أجل إثراء روح التساؤل والتفاعل النشط لديهم. كما يشجع المركز منهج التعلم من خلال اللعب بهدف تزويد الأطفال بالقدرة على استكشاف أنشطة جديدة وتفاعلية قيّمة. وبالتالي، فإن مركز التعليم المبكر التابع لمؤسسة قطر، يعدّ نموذجًا رائدًا للتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، نأمل بأن تستفيد منه مراكز التعليم الأخرى، بحيث نضمن رفاه الطفل في التعليم منذ سنوات عمره الأولى وحتى المراحل الأكاديمية الأخيرة في البلاد.
"يعد تقرير النمو والتطور في مرحلة الطفولة المبكرة في قطر من أبرز الدراسات التي تعد دليلًا لصانعي السياسات والباحثين المختصين بمرحلة الطفولة المبكرة للأطفال في دولة قطر.
ما أهمية الاستثمار في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في تطور ونمو الطفل؟
تشير الأدلة إلى أن توفير التعليم الجيد في مرحلة الطفولة المبكرة يؤثر على النمو الأكاديمي للأطفال وعلى صحتهم العاطفية ورفاهيتهم أكثر من أي مرحلة أخرى من مراحل التعليم، وقد أثبتت تحليلات عدة للبحوث النفسية أن البيئة التي توفر الأمان العاطفي والفضول العلمي والتي تحفز على تعلم مختلف المهارات، تؤدي إلى بناء مواطنين فعالين ومتعلمين وأصحاء عاطفيًا واجتماعيًا، وبالتالي فإن الاستثمار من قبل الحكومات بشكل خاص في التعليم المبكر له نتائج مهمة على المستوى الوطني.
تعدّ البيئة التعليمية التي يتواجد فيها الطفل من أهم العوامل التي تؤثر في انطباعاته ومواقفه تجاه المدرسة
ما هي أكثر العوامل التي تحفز الطفل على التعلم، ولماذا نجد بعض الأطفال الذين يتذمرون من الذهاب إلى المدرسة كل يوم؟
تعدّ البيئة التعليمية التي يتواجد فيها الطفل من أهم العوامل التي تؤثر في انطباعاته ومواقفه تجاه المدرسة، ومن المعروف أن الإنسان بطبيعته يميل إلى التعلم والتفاعل عندما يحظى ببيئة مثالية للقيام بذلك، ويتميز ويتفوق. ومن هنا، لا بد أن توفر المدارس بيئة تعليمية محفزة، من خلال المعلمين الشغوفين والقادة المتفانين، بالإضافة إلى مشاركة المجتمع الأوسع.
لطالما شكل تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أهمية كبيرة بالنسبة للمجتمع، ما هو دور "وايز" فيما يتعلق بتوفير التعليم لهذه الفئة المجتمعية؟
لقد نشر "وايز" تقريرًا بالتعاون مع جامعة كامبريدج حول تعليم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في عام 2017، اقترح نموذجًا جديدًا،"نموذج 3R الحقوق والموارد والبحوث"، حيث لا بد للجهات المختصة أن تركز على هذه الجوانب الثلاث المترابطة من أجل تحقيق تعليم ذي جودة شاملة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وعلى الرغم من أن التقرير ركز على دولتين فقط إنجلترا والهند كدراستي حالة، إلا أن هناك دروسًا تستقى من التقرير لتعزيز التجربة القطرية بهذا المجال، ومن بينها، أن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يحظوا باهتمام كافٍ، كذلك ضمان التخطيط اللازم وتوفير الموارد، كما أن المدرسة تحتاج إلى ضمان جمع البيانات الموثوقة المتعلقة بهؤلاء الطلاب وتصنيفها.
كما لا بد من ضمان استفادة كل الأطفال من المعلمين المدربين جيدًا، والذين يحتاجون بدورهم إلى الدعم حول كيفية الاستجابة للاحتياجات المتنوعة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال التطوير المهني المستمر.
لقد دفعت النتائج الواردة في هذا التقرير الذي يدعمه "وايز"، خبراء التعليم بالمملكة المتحدة إلى دمج عناصر من نموذج 3R في عملهم، وخاصة في أثيوبيا.