إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | التعليم
22 July 2018

لماذا نسبة طالبات الهندسة في دولة قطر ضعف مثيلتها في الولايات المتحدة؟

مشاركة

تتحدى طالبات المدينة التعليمية التوقعات المجتمعية فيما يتعلق بالمجالات التي لطالما اعتبرها الجميع مجالات يغلب عليها الطابع الذكوري، والإحصائيات المذهلة لالتحاق الإناث بمجال الهندسة في شتى أنحاء البلاد خير دليلٍ على ذلك.

قبل عقدين من الزمان، تبلورت فكرة المدينة التعليمية كمكان يوفّر فرصًا للجميع، واليوم يضم حرمنا الجامعي 9 جامعات، و11 مدرسة، ومجتمعًا طلابيًّا يزيد فيه عدد الطالبات على عدد الطلاب، حيث إن احتمالية التحاق الطالبات في دولة قطر بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تتجاوز نسبة الطالبات في الدول الغربية، وهي مجالات لطالما اتجه إليها الطلاب أكثر من الطالبات.

لم يكن ذلك وليد الصدفة؛ فالمدينة التعليمية هي مشروع مؤسسة قطر الريادي، وهي منظمة أرست المرأة أساسها وتولّت زمام قيادتها. ومن ثمّ سعت المؤسسة جاهدةً إلى خلق حراكٍ يدعم المساواة بين الجنسين، من خلال توفير فرص تعليمية للشباب الواعدين من كلا الجنسين، انطلاقًا من مرحلة الروضة وحتى الدراسات العليا.

أثمر افتتاح المدينة التعليمية انطلاق مجالات إبداعية جديدة في دولة قطر، إلا أنها لم تتوقف عند ذلك الحد، بل استمرّت في تحدّي التوقعات التقليدية للمسارات المهنية التي يمكن أن تزدهر فيها المرأة، وما الإحصائيات المذهلة لانخراط الطالبات في مجال الهندسة في دولة قطر إلا مثالًا واحدًا من بين الأمثلة العديدة التي تشهد لنجاح مساعينا.

في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، تمثّل الطالبات القطريات نسبة 70 في المائة من إجمالي عدد الطالبات في مرحلة البكالوريوس، كما تمثل المرأة نسبة 45.7 في المائة من إجمالي عدد الطلاب؛ بما يتجاوز ضعفي متوسط نسبة الطالبات في مجال الهندسة بالولايات المتحدة، وهو 20.9 في المائة، ومتوسط نسبة الطالبات اللاتي يدرسن تخصص الهندسة في الحرم الجامعي الأم لجامعة تكساس إي أند أم، وهو 21.9 في المائة.

ثمّة تفكير سائد بأن مجال الهندسة مجال صعب ويهيمن عليه الذكور، وأرى أن الوقت قد حان لنعتبر ذلك افتراضًا عفا عليه الزمن.

منى المهندي متخصصة في مجال الهندسة، وأول من تحظى بلقب خريجة العام من جامعة تكساس إي أند أم في قطر عام 2003. تجسّد منى ما تمثّله تلك الأرقام والإحصائيات، فعندما قررت التخصص في مجال الهندسة، أملت أن يترك قرارها بصمةً إيجابيةً على حياتها وحياة الأجيال المقبلة.

وفي هذا الإطار، تقول منى: "لطالما رغبتُ في أن أكون مثالًا يُحتذى كامرأة قطرية تعمل في مجال هندسة البترول وتخصصاتها المختلفة. ثمّة تفكير سائد بأن مجال الهندسة مجال صعب ويهيمن عليه الذكور، وأرى أن الوقت قد حان لنعتبر ذلك افتراضًا عفا عليه الزمن. العمل في مجال الهندسة ليس سهلًا، إلا أن عملك الدؤوب واستمرارك في تحدي نفسك يدفعان بك لتحقيق أهدافك بغض النظر عن جنسك. إذا نجحتُ وتمكّنت من التأثير على الفتيات في دولة قطر، فربما أتمكّن من مساعدتهن في إدراك الإمكانيات التي ينطوي عليها مستقبلهن".

نشجّع المرأة على الانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات

الدكتور بلال منصور والدكتورة آني رويمي والدكتورة غادة سلامة أساتذة في جامعة تكساس إي أند أم في قطر، درَّسوا في الولايات الأمريكية والخليج العربي لوقت طويل، ويرون جميعًا أن دولة قطر تطرح نموذجًا فريدًا لتمكين المرأة. يقول الدكتور بلال: "قطر دولة شابّة تتبنّى بوضوح رؤيةً تشجّع المهندسين المحليّين من كلا الجنسين. لقد عايش أولئك الذين أقاموا في البلاد لفترة طويلة الاستثمار في المدينة التعليمية، وما أثمرته من تغييرات إيجابية في الدولة. ومكّنت تلك الفرص الطالبات من البقاء مع أسرهن ومواصلة دراستهن في مجالات يختارونها دون الحاجة إلى مغادرة البلاد للدراسة في الخارج".

ومن جهتها، قالت الدكتورة آني: "تحتفي دولة قطر بالنماذج النسائية البارزة، حيث ترى الطالبات في صاحبة السمو (الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر) مثلًا أعلى، وتؤمن الطالبات برؤيتها التي صرن جزءًا منها. أزال استثمار دولة قطر في المدينة التعليمية كثيرًا من الحواجز التي ربما تعيقهن في أثناء استكمال دراستهن في الولايات المتحدة، كالعوائق المادية أو الجغرافية. لا تأثير لتلك العوائق هنا، فالمدينة التعليمية تضم حرمًا متعدد الجامعات، ما يشجّع الجميع على الانخراط في تلك المنظومة. تشعر الطالبات بالرهبة في أحيان كثيرة قبل انضمامهنّ لجامعة تكساس إي أند أم في قطر، إلا أنهن سرعان ما يشعرن أيضًا بالحماس والإلهام".

نبني بيئة مجتمعية داعمة

أسّست الدكتورة آني رويمي والدكتورة غادة سلامة مبادرةً لدعم بناء مجتمع يضمّ الطالبات ويمكّنهن من "تعزيز نموّهن الشخصي والمهني".

جاءت هذه المبادرة نتاجًا لبحث أجرته الدكتورة غادة سلامة والدكتورة سارة هيلمان على نطاق الجامعة، حيث تلقتا توصيات من المجتمع الطلابي. تقول الدكتورة رويني: "اكتشفت الدكتورة غادة والدكتورة سارة أن الكثير من الطالبات بدأن بالفعل بتشكيل علاقات لإرشاد بعضهن البعض بشكل غير رسمي على نطاق الجامعة؛ وبمحاولتهما إضفاء الطابع الرسمي على تلك الفرص، تمكّنتا من ضمان عدم شعور أي طالبة بالحيرة خلال الأشهر الأولى بالجامعة".

تقول الدكتورة غادة: "سنطرح البرنامج لطالبات السنة الأولى في الفصل الدراسي المقبل في العام الأكاديمي 2018 – 2019، حيث ستسهم الطالبات الحاليات في إرشادهن، وفي المرحلة الثانية المخطط لها سلفًا، ستقدِّم خرّيجاتنا ممن انخرطن في سوق العمل الإرشاد لطالبات السنة الأخيرة في الجامعة".

صورة 1 من 3

وفيما تضع المرأة القطرية بصمتها في عالم الهندسة، تبحث مؤسسة قطر عن طرق لإلهام الطلاب للانخراط في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات منذ مراحل التعليم المبكّرة، إذ تعمل إحدى المدارس المتخصصة في المدينة التعليمية على تأسيس نموذج لتعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات يضمّ أجيالًا عدة: وهي أكاديمية قطر للعلوم والتكنولوجيا. من المقرر أن تفتح الأكاديمية أبوابها بداية العام الأكاديمي 2018 – 2019، حيث ستقدّم برامج تركز على تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، والمهارات العلمية العمَليّة، والتفكير الإبداعي.

وفيما تستمرّ دولة قطر في تسريع عجلة التنمية واسعة النطاق، يَعِد مجال الهندسة بمستقبل مشرق، وينتظر الأكاديميين والمهندسين على حد سواء مستقبل يفسح المجال لنجاح مبهر للإناث.

قصص ذات صلة