إظهار جميع النتائج

مستجدات فيروس كورونا (كوفيد-19)

للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر

قصة | البحوث
13 December 2019

لماذا يحتاج العالم إلى أخلاقيات مشتركة لرعاية كبار السن؟

مشاركة

تركز الندوة التي يعقدها "ويش" والأكاديمية البابوية من أجل الحياة على أهمية الكرامة في رعاية كبار الس

أكد خبراء الصحة خلال ندوة مشتركة بين الأديان عقدت في روما الحاجة إلى" أخلاقيات عالمية للرعاية" لفئة كبار السن من أجل ضمان الكرامة والرحمة لهم خلال فترة نهاية العمر، كما ناقشت كيف يُنظر غالبًا إلى الألم الذي يشعر به كبار السن على قدر غير كافٍ من الأهمية.

اتفق المتحدثون في ندوة "الأديان والأخلاقيات الطبية: الرعاية التلطيفية والصحة النفسية لكبار السن"، التي تنعقد في مدينة الفاتيكان- نظمها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في مجال الرعاية الصحية "ويش"، والأكاديمية البابوية من أجل الحياة، على أن ديانة الفرد ومبادئه الروحانية يجب أن تؤخذ بالحسبان في صميم الرعاية التلطيفية، خصوصًا لحماية الصحة النفسية لكبار السن، بما يضمن نتائج صحية أفضل.

كما ناقش المشاركون في الندوة، التي عقدت أيضًا بالتعاون مع الشريك الأكاديمي المجلة الصحية البريطانية، دور الدين في توفير الرعاية الشاملة في سياق الأخلاقيات الطبية، مع التركيز على التقريب بين المنهج القائم على المعتقد الديني والآخر القائم على الأدلة في الرعاية.

في هذا الإطار، قال الدكتور أيمن شبانة، الأستاذ المشارك للأبحاث في جامعة جورجتاون في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، أن الشيخوخة باتت "قضية عالمية ملحة" وذلك بالتزامن مع تقدير منظمة الصحة العالمية أنه بين عام 2015 وعام 2050، سترتفع نسبة الذين تجاوزوا الستين من العمر من 12 في المائة إلى 22 في المائة من سكان العالم، لكن الصورة النمطية عن كبار السن ما زالت قائمة.

وأكد على ضرورة تحقيق الإندماج الكامل لكل فرد مسن في المجتمع داخل الأسرة ووسط النسيج الإجتماعي الأكبر، قائلاً: "لا ينبغي أبدًا عزلهم أو تركهم يعانون من الوحدة أو غيرها من المشكلات، ففي ديننا الإسلامي، يُنظر إلى كبار السن على أنهم ساهموا بشكل فاعل في الحياة، والآن حان دورهم للاستمتاع بثمار عملهم الشاق. إن خدمة احتياجات هؤلاء الأشخاص يمكن أن تكون بمثابة شهادة عملية لالتزاماتنا الدينية".

من جهته، قال الدكتور فرديناندو كانسيللي، وهو عضو في الأكاديمية البابوية من أجل الحياة وأخصائي في الرعاية التلطيفية:" تُقدّر منظمة الصحة العالمية أنه بحلول عام 2050 سيكون آفة مشتركة في مسألة علاج كبار السن، وستتمحور حول كيفية تعامل الأفراد مع آلام كبار السنّ، قائلاً: "في كثير من الحالات، لا يتم التحكم بشكل كافٍ في درجة هذه الآلام ويُنظر إليها باستخفاف".

أضاف أن الأفراد - بمن فيهم مقدمي الرعاية - يعتبرون الألم أحد الأعراض الشائعة للشيخوخة، مما يعني أنه غالبًا ما يكون هناك استخفاف بآلامهم والتي تدفع المرضى المسنين إلى اكتناز الأدوية وتجميعها والاعتماد على الإدارة الصحية الذاتية ما يؤدي إلى ارتفاع منسوب خطر حدوث مضاعفات.

في معرض تركيزه على الجانب الروحي، قال الدكتور كانسيللي إنه لا بدّ من توفير الروحانية مع الرعاية التلطيفية، حيث يمكن أن يكون ذلك بمثابة مسكن بديل لآلام كبار السن، لكنه أضاف أن بعض المرضى قد يمتنعون عن التحدث عن معتقداتهم الدينية"، موضحًا:" يخشى بعض المرضى التحدث عن الخالق لأنهم يشعرون بالقلق من أن ينظر إليهم على أنهم أشخاص يجب تهميشهم ونبذهم"، مضيفًا أن "المرضى وعائلاتهم بحاجة إلى الحصول على إجابات للأسئلة أو الاستفسارات الدينية والروحية".

بدوره قال الأسقف نويل سيمارد من فاليفيلد، كيبيك للجمهور: "يتفق المجتمع الصحي على بعض مبادئ الرعاية الصحية وهي: الحاجة إلى العدالة والكرامة والاحترام، جودة الرعاية الصحية، الإشراف المسؤول، والتضامن، والرحمة، والرعاية". لكنه أشار إلى أن هذه المبادئ قد تتعارض مع الاتجاهات الناشئة في مجال الرعاية الصحية مثل خيارات المرضى، متطلبات الحرية التي أصبحت أكثر تعقيدًا، ونطاق استخدام الدواء المتزايد باستمرار، وتهميش الفقراء، قائلًا: "من المهم للغاية أن نكون على دراية بالمبادئ والقيم الرئيسية التي يجب أن يتم في إطارها تحديد الإجراءات وتصوّر الأفكار. عندما نتحدث عن الكرامة المتأصلة، يجب ألا يتأثر ذلك في حال تدهور الحالة الصحية، بل يجب أن يدوم، وأن يتم الحرص على وجوده دائمًا، في جميع مراحل الحياة".

وأضاف: "الضعفاء والمسنين والأشخاص الذين يعانون من الخرف يجعلنا في تحدٍ مع الضعف التي قد يواجهه البشر في المواقف الصعبة من حياتهم، نحن نحتاج إلى أخلاقيات عالمية للرعاية، فكلنا نعتمد على بعضنا كبشر ونحتاج إلى بعضنا البعض."كذلك يعتقد الأسقف سيمارد أن علاج كبار السن يتطلب نموذجًا يأخذ في الحسبان احتياجاتهم الكاملة، قائلًا: "علينا أن نسعى لضمان تلبية الاحتياجات البدنية والعاطفية والاجتماعية والطبية، وكذلك تلبية الاحتياجات الروحية والدينية والوجودية، مما يعني مساعدة المريض في معرفة معنى الحياة والغرض منها، ومعنى المعاناة. نحتاج إلى إعادة تأكيد الحاجة إلى السلام الداخلي".

قصص ذات صلة