للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يهدف الحوار بين الأديان إلى توفير فهم أعمق للمعضلات الأخلاقية في مجال الرعاية الصحية
لا تزال الرعاية التلطيفية متفاوتة في جميع أنحاء العالم، وهناك حاجة إلى مزيد من المعرفة والحوار لتحسين الرعاية الطبية للمسنين والأشخاص الذين يواجهون تحديات صحية خطيرة قد توثر على مسار حياتهم، هذا ما صرحت به السيدة سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، وذلك في ندوة مشتركة بين الأديان عقدت في مدينة الفاتيكان.
بالحديث عن "الدين والأخلاق الطبية: الرعاية التلطيفية والصحة النفسية لكبار السن"، أشارت سلطانة أفضل إلى أن منظمة الصحة العالمية قد سلطت الضوء منذ ثلاثة عقود على الرعاية التلطيفية في العلاج، وأهمية التخفيف من معاناة المصابين بأمراض خطيرة. وعلى الرغم من الوقت الذي انقضى منذ ذلك الحين، تقول أفضل: "يظل تطبيقه، وفي أحسن الأحوال، غير مكتمل، خاصة في السياق الأخلاقي الأوسع - ولا تزال هناك حاجة كبيرة لاستخدام هذه الخدمات على نطاق واسع".
اجتمع في الندوة التي عقدت في روما، خبراء في الأخلاقيات الطبية من الديانات المختلفة الإسلام، المسيحية، واليهودية، وذلك لتسليط الضوء على الفجوات الموجودة في مجال الرعاية التلطيفية، واستكشاف طرق معالجة التحديات الأخلاقية التي تكمن عند تقاطع الرعاية المخففة للآلام والأخلاقيات البيولوجية الدينية. تم تنظيم هذه الندوة التي استمرت لمدة يومين من قبل مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية، "ويش" مبادرة من مؤسسة قطر، بالتّعاون مع الأكاديميّة البابويّة من أجل الحياة، وشركاء أكاديميين من مجلة طبية بريطانية.
أوضحت سلطانة أفضل إلى أن نقص المعرفة حول الرعاية التلطيفية - وتطبيقها في المعتقدات المختلفة - يعني أن العديد من المتخصصين في الرعاية الصحية والممارسين قد يواجهون مواقف خطيرة، سواء الإهمال أو سوء التصرف، قائلًة: "إن الوصمات والخلافات حول الرعاية التلطيفية متأصلة في واجب القائمين على الرعاية لضمان حياة الناس"، مؤكدة على الحاجة للإجابة عن الأسئلة الملحة حول الرعاية المخففة للآلام وزيادة الوعي بها، وكذلك تحسين السياسات المتعلقة بالرعاية لمن يواجهون تحديات خطيرة على الحياة.
منذ تأسيس "ويش" عام 2012، انطلق في مهمته لبناء عالم أكثر صحة من خلال تعزيز التعاون العالمي، وقالت أفضل: "نحن هنا لتشجيع الحوار بين الأفراد من مختلف الأديان والمجتمع الطبي حول القضايا التي لديها مثل هذا التأثير العميق على الأفراد، وعائلاتهم ومجتمعاتهم، بالإضافة إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية".
وأضافت أفضل: "يوفر ويش منصة قوية تمكّن تبادل الخبرات بين الخبراء وأصحاب المصلحة العالميين من خلال مناقشة قضايا الرعاية الصحية الأساسية، ونأمل أن نشرع في إجراء محادثات حول الرعاية التلطيفية التي تنطوي على إمكانات حقيقية تفيد البشرية كلل، بغض النظر عن المعتقدات الفردية".
أوضحت سلطانة أفضل أن الطبيعة المشتركة بين الأديان في الندوة - وإشراك خبراء من مختلف المعتقدات والخلفيات الطبية - أتاحت فرصة نادرة لتطوير فهم أعمق للمعضلات الأخلاقية التي تواجه ممارسي الرعاية الصحية من معتقدات مختلفة.
وقالت أفضل: "الحوار بين الأديان والمجتمع الطبي متعدد التخصصات حول الرعاية التلطيفية والصحة النفسية للمسنين في مجتمعنا، أمر أساسي في المساعدة على إرساء أرضية مشتركة يمكننا من خلالها إيجاد طرق أكثر فاعلية لسد اختلافاتنا في النهج الأخلاقية القائمة على العقيدة".
وتابعت أفضل: "من خلال السعي لتوفير طرق أكثر اتساقًا للتعامل مع التحديات الأخلاقية، يمكننا أن نكون أكثر فاعلية في جهودنا لمساعدة الأفراد الذين يحتاجون إلى ذلك، ويمكننا أيضًا أن نتحد في دفع فكرة أن نتعامل مع الأفراد على نحو شامل، وبطريقة تخفف من المعاناة، وتتطلب استعدادًا للنظر في احتياجات الفرد الروحية مثل احتياجاتنا الجسدية والعقلية".
واختتمت قائلًة: "من الصواب ومن الأهمية ألا نتجنب هذه المواضيع، وأؤمن أن مناقشاتنا يمكن أن تفيد من يتأثرون بهذه القضايا، باعتبارنا نعود بمعارفنا وفهمنا المشترك إلى مجتمعاتنا في جميع أنحاء العالم".
في عام 2018، نشر "ويش" تقريرًا عن الأخلاقيات الإسلامية والرعاية التلطيفية، وفي وقت سابق من هذا العام، وقّعت إعلان عن الرعاية التلطيفية مع الأكاديمية البابوية من أجل الحياة. في شهر أكتوبر، تم استخدام هذا التصريح كأساس لورقة تحدد واقع الرعاية التلطيفية، والذي تم التوقيع عليها من قبل قادة الأديان السماوية، وتم تقديمها إلى قداسة البابا فرنسيس.