للاطلاع على آخر المعلومات والمستجدات من مؤسسة قطر حول فيروس كورونا، يرجى زيارة صفحة التصريحات الخاصة بمؤسسة قطر
يناقش الخبراء طرقًا مبتكرة لمعالجة الأمن المائي خلال ندوة عبر الانترنت في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا.
يعتبر نصيب الفرد من استخدام المياه في قطر من أعلى المعدلات في العالم، حيث يقدر بأكثر من 500 لتر للشخص الواحد يوميًا، وفقًا للخبراء الذين ناقشوا مؤخرًا موضوع "المياه في أرض جافة: هل يمكن للابتكار أن يعزز الأمن المائي؟".
ستبث المناقشة، التي شكلت جزءًا من سلسلة حملة "مستقبل تبنيه إنجازات الحاضر" والتي عقدت في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، اليوم الأربعاء، 13 نوفمبر، عند الساعة الثامنة مساءً عبر موقع مجلة Science Mag.
في الوقت الذي تواصل فيه دولة قطر مسيرة الاكتفاء الذاتي من خلال الزراعة المحلية، وبناء صناعاتها الخاصة، وتوظيف قوة عاملة أكبر، فإن الطلب على هذا المورد الثمين ينمو بسرعة. لقد قفز الإنتاج الزراعي المحلي بنسبة 400 في المائة منذ عام 2017، وبحسب إحصاء أكتوبر، يبلغ عدد السكان 2.7 مليون نسمة، فعلى الرغم من أنها أرض جافة، من المتوقع أن تستمر قطر في تلبية الطلب المتزايد على المياه.
تم تسجيل الندوة الإلكترونية مسبقًا في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، وحضرها مجموعة متنوعة من الجمهور ضم الطلاب والباحثين والمهنيين العاملين في مجال الأمن المائي.
"يقول الدكتور سامر أدهم، مدير مركز كونوكو فيليبس لاستدامة المياه- قطر:" ستعتمد قطر ودول الخليج الأخرى دائمًا على تحلية المياه كحل رئيسي للجفاف، ومع ذلك، تعد هذه معالجة كثيفة الطاقة، ويبقى السؤال هنا، ما هي البدائل الأخرى التي يمكننا تطويرها في البلاد؟
على الرغم من أن 75 في المائة من الأرض مغطاة بالمياه، فإن 3 في المائة فقط منها هي مياه عذبة، وأقل من 1 في المائة من هذه المياه متاحة لنا.
وقال الدكتور أحمد عبد الوهاب، أستاذ الهندسة الكيميائية بجامعة تكساس إي أند أم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر: "يوجد ما يكفي من الماء في العالم، لكنه ماء ملحي، يجب أن تحظى تحلية المياه بأولوية قصوى في البحث والتطوير".
وأضاف:" يمكن للبلدان التي تعتمد في المقام الأول على الأمطار أن تستفيد من تحلية المياه لأننا نختبر آثار تغير المناخ في أنماط الطقس لدينا. يتمثل أحد الأهداف الرئيسية للأمن المائي في القدرة على إنتاج مياه صالحة للاستعمال بطريقة فعالة من حيث التكلفة".
إن النصوص الدينية تحثنا على إدارة المياه لأنها مصدر ثمين
في حين أن كمية المياه المتوفرة على كوكبنا معروفة، فمن المعروف أيضًا أن الأمن الاقتصادي يمكن أن يؤثر على الأمن المائي.
تقول الدكتورة راشيل ماكدونيل، مدير البرنامج الاستراتيجي للمياه وتغير المناخ في المعهد الدولي لإدارة المياه: "على الرغم من أن قطر لديها قاعدة موارد طبيعية صغيرة جدًا، ولأنها دولة ثرية، فهي قادرة على توليد المياه. الجميع في قطر يحصلون على المياه على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، ما يدفعنا للقول إن قطر آمنة للمياه".
كما سلطت الدكتورة ماكدونيل الضوء على مزايا توليد المياه بطريقة حكيمة وبما يفيد العلاقة بين الماء والطاقة والغذاء، قائلة:" إن النصوص الدينية تحثنا على إدارة المياه لأنها مصدر ثمين. إن مياه الصرف المعالجة هي أمر نفسي أكثر من كونها حاجز تقني".
مع الوضع الجغرافي السياسي الحالي، أصبح من الضروري بالنسبة لنا أن نبحث عن سبل للاكتفاء الذاتي
وأضافت: "بدلاً من القول إن مياه الصرف المعالجة صالحة للاستهلاك مباشرة، لنقترح، كخطوة أولى، استخدام مياه الصرف المعالجة لري المحاصيل الزراعية. إن ذلك سيخفف من حدة ردود الفعل من قبل أفراد المجتمع المعنيين بهذه القضية".
يتم القيام باستثمارات كبيرة في البحث والتطوير لتحلية المياه وغيرها من التقنيات التي لا يمكن استخدامها في قطر وحسب بل في بقية دول العالم، وتقول الدكتورة هدى السليطي، كبير مديري البحوث في معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر: "بعض الشركات العالمية مهتمة بإظهار تقنياتها في قطر، فإذا كانت هذه التقنيات تعمل في بيئة قطر القاسية، فمن المرجح أن تعمل في أماكن أخرى من العالم".
وأضافت:" مع الوضع الجغرافي السياسي الحالي، أصبح من الضروري بالنسبة لنا أن نبحث عن سبل للاكتفاء الذاتي. قبل الحصار، كنا نستورد الكثير من علف الماشية، لكننا بحاجة الآن إلى زراعته داخل البلد. ولتنمية ذلك، لا يمكننا استخدام احتياطاتنا من المياه الجوفية؛ يجب علينا استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة. يجب أن نغير الطريقة التي نبني فيها تصورتنا ومفاهيمنا حول المياه".